وَلَقَدْ جَرَى فِي أَيَّامِنَا نَحْنُ فِي الْمَوْصِلِ، وَمَا وَالَاهَا مِنَ الْبِلَادِ إِلَى الْعِرَاقِ، وَغَيْرِهَا، نَحْوُ هَذَا، وَذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ سَنَةَ سِتِّمِائَةٍ أَصَابَهُمْ وَجَعٌ كَثِيرٌ فِي حُلُوقِهِمْ، مَاتَ مِنْهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَظَهَرَ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْجِنِّ يُقَالُ لَهَا أُمُّ عُنْقُودٍ، مَاتَ ابْنُهَا عُنْقُودٌ، وَكُلُّ مَنْ لَا يَعْمَلُ لَهُ مَأْتَمًا أَصَابَهُ هَذَا الْمَرَضُ، فَكَثُرَ فِعْلُ ذَلِكَ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: يَا أُمَّ عُنْقُودٍ اعْذُرِينَا قَدْ مَاتَ عُنْقُودٌ مَا دَرِينَا وَكَانَ النِّسَاءُ يَلْطُمْنَ، وَكَذَلِكَ الْأَوْبَاشُ.
وَفِيهَا وَلِيَ أَبُو الْغَنَائِمِ الْمَعْمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ نِقَابَةَ الْعَلَوِيِّينَ بِبَغْدَاذَ، وَإِمَارَةَ الْمَوْسِمِ، وَلُقِّبَ بِالطَّاهِرِ ذِي الْمَنَاقِبِ، وَكَانَ الْمُرْتَضَى أَبُو الْفَتْحِ أُسَامَةُ قَدِ اسْتَعْفَى مِنَ النِّقَابَةِ، وَصَاهَرَ بَنِي خَفَاجَةَ، وَانْتَقَلَ مَعَهُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، وَتُوُفِّيَ أُسَامَةُ بِمَشْهَدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ تُوُفِّيَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بُرْهَانَ الْأَسَدِيُّ النَّحْوِيُّ الْمُتَكَلِّمُ، وَكَانَ لَهُ اخْتِيَارٌ فِي الْفِقْهِ، وَكَانَ عَالِمًا بِالنَّسَبِ، وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ مَكْشُوفَ الرَّأْسِ، وَلَمْ يَقْبَلْ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا، وَكَانَ مَوْتُهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute