للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَخَلَعَ عَلَيْهِ (مِنَ الْغَدِ) ، فَقَالَ مَلِكُ الرُّومِ: أَيْنَ جِهَةُ الْخَلِيفَةِ؟ فَقَامَ وَكَشَفَ رَأَسَهُ وَأَوْمَأَ إِلَى الْأَرْضِ بِالْخِدْمَةِ، وَهَادَنَهُ السُّلْطَانُ خَمْسِينَ سَنَةً، وَسَيَّرَهُ إِلَى بِلَادِهِ، وَسَيَّرَ مَعَهُ عَسْكَرًا أَوْصَلُوهُ إِلَى مَأْمَنِهِ، وَشَيَّعَهُ السُّلْطَانُ فَرْسَخًا.

وَأَمَّا الرُّومُ فَلَمَّا بَلَغَهُمْ خَبَرُ الْوَقْعَةِ وَثَبَ مِيخَائِيلُ عَلَى الْمَمْلَكَةِ فَمَلَكَ الْبِلَادَ، فَلَمَّا وَصَلَ أَرْمَانُوسُ الْمَلِكُ إِلَى قَلْعَةِ دُوقِيَّةَ بَلَغَهُ الْخَبَرُ، فَلَبِسَ الصُّوفَ وَأَظْهَرَ الزُّهْدَ، وَأَرْسَلَ إِلَى مِيخَائِيلَ يُعَرِّفُهُ مَا تَقَرَّرَ مِنَ السُّلْطَانِ، وَقَالَ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَفْعَلَ مَا اسْتَقَرَّ، وَإِنْ شِئْتَ أَمْسَكْتَ، فَأَجَابَهُ مِيخَائِيلُ بِإِيثَارِ مَا اسْتَقَرَّ، وَطَلَبَ وَسَاطَتَهُ، وَسُؤَالَ السُّلْطَانِ فِي ذَلِكَ.

وَجَمَعَ أَرْمَانُوسُ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْمَالِ فَكَانَ مِائَتَيْ أَلْفِ دِينَارٍ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى السُّلْطَانِ، وَطَبَقَ ذَهَبٍ عَلَيْهِ جَوَاهِرُ بِتِسْعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَحَلَفَ لَهُ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّ أَرْمَانُوسُ اسْتَوْلَى عَلَى أَعْمَالِ الْأَرْمَنِ وَبِلَادِهِمْ. وَمَدَحَ الشُّعَرَاءُ السُّلْطَانَ، وَذَكَرُوا هَذَا الْفَتْحَ، فَأَكْثَرُوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>