للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قِبَاءَهُ إِلَى الدِّيوَانِ وَفِيهِ أَثَرُ الطَّعْنَةِ وَالطِّينِ يَسْتَنْفِرُ عَلَى أَهْلِ بَابِ الْأَزَجِ. ثُمَّ إِنَّ أَهْلَ الْكَرْخِ عَقَدُوا لِأَنْفُسِهِمْ طَاقًا آخَرَ عَلَى بَابِ طَاقِ الْحَرَّانِيِّ، وَفَعَلُوا كَفِعْلِ أَهْلِ بَابِ الْبَصْرَةِ.

ذِكْرُ إِخْرَاجِ الْأَتْرَاكِ مِنْ حَرِيمِ الْخِلَافَةِ.

فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ، أَمَرَ الْخَلِيفَةُ بِإِخْرَاجِ الْأَتْرَاكِ الَّذِينَ مَعَ الْخَاتُونِ زَوْجَتِهِ ابْنَةِ السُّلْطَانِ مِنْ حَرِيمِ دَارِ الْخِلَافَةِ.

وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ تُرْكِيًّا مِنْهُمُ اشْتَرَى مِنْ طَوَّافِ فَاكِهَةٍ، فَتَمَاسَكَا، فَشَتَمَ الطَّوَّافُ التُّرْكِيَّ، فَأَخَذَ التُّرْكِيُّ صَنْجَةً مِنَ الْمِيزَانِ وَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ الطَّوَّافِ فَشَجَّهُ، فَاجْتَمَعَتِ الْعَامَّةُ، وَكَادَ يَكُونُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْأَتْرَاكِ شَرٌّ، وَاسْتَغَاثُوا، وَشَنَّعُوا، فَأَمَرَ الْخَلِيفَةُ بِإِخْرَاجِ الْأَتْرَاكِ، فَأُخْرِجُوا عَنْ آخِرِهِمْ، فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى أَقْبَحِ صُورَةٍ، وَقْتَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ.

ذِكْرُ مِلْكِ الرُّومِ مَدِينَةَ زَوِيلَةَ وَعَوْدِهِمْ عَنْهَا.

فِي هَذِهِ السَّنَةِ فَتَحَ الرُّومِ مَدِينَةَ زَوِيلَةَ مِنْ إِفْرِيقِيَّةَ، وَهِيَ بِقُرْبِ الْمَهْدِيَّةِ.

وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْأَمِيرَ تَمِيمَ بْنَ الْمُعِزِّ بْنِ بَادِيسَ، صَاحِبَهَا، أَكْثَرَ غَزْوِ بِلَادِهِمْ فِي الْبَحْرِ، فَخَرَّبَهَا، وَشَتَّتَ أَهْلَهَا، فَاجْتَمَعُوا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَاتَّفَقُوا عَلَى إِنْشَاءِ الشَّوَانِي لِغَزْوِ الْمَهْدِيَّةِ، وَدَخَلَ مَعَهُمُ الْبَيْشَانِيُّونَ، وَالْجَنَوِيُّونَ، وَهُمَا مِنَ الْفِرِنْجِ، فَأَقَامُوا يَعْمُرُونَ الْأُسْطُولَ أَرْبَعَ سِنِينَ، وَاجْتَمَعُوا بِجَزِيرَةِ قَوْصَرَةَ فِي أَرْبَعِ مِائَةِ قِطْعَةٍ، فَكَتَبَ أَهْلُ قَوْصَرَةَ كِتَابًا عَلَى جَنَاحِ طَائِرٍ يَذْكُرُونَ وُصُولَهُمْ وَعَدَدَهُمْ وَحُكْمَهُمْ عَلَى الْجَزِيرَةِ، فَأَرَادَ تَمِيمٌ أَنْ يُسَيِّرَ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الْمَعْرُوفُ بِالْمُهْرِ، مُقَدِّمَ الْأُسْطُولِ الَّذِي لَهُ،

<<  <  ج: ص:  >  >>