الْمِصْرِيُّ إِلَى صُورَ وَحَصَرُوهَا وَقَاتَلُوهَا ثَارَ أَهْلُهَا، وَنَادَوْا بِشِعَارِ الْمُسْتَنْصِرِ، وَأَمِيرِ الْجُيُوشِ، وَسَلَّمُوا الْبَلَدَ، وَهَجَمَ الْعَسْكَرُ الْمِصْرِيُّ بِغَيْرِ مَانِعٍ، وَلَا مُدَافِعٍ، وَنُهِبَ مِنَ الْبَلَدِ شَيْءٌ كَثِيرٌ، وَأُسِرَ مُنِيرُ الدَّوْلَةِ، وَمَنْ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَحُمِلُوا إِلَى مِصْرَ، وَقُطِعَ عَلَى أَهْلِ الْبَلَدِ سِتُّونَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَأَجْحَفَتْ بِهِمْ.
وَلَمَّا وَصَلَ مُنِيرُ الدَّوْلَةِ إِلَى مِصْرَ، وَمَعَهُ الْأَسْرَى قُتِلُوا جَمِيعُهُمْ، وَلَمْ يُعْفَ عَنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ.
ذِكْرُ قَتْلِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَاقُوتِيٍّ خَالِ بَرْكِيَارُقَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي شَعْبَانَ، قُتِلَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَاقُوتِيِّ بْنِ دَاوُدَ، وَهُوَ خَالُ بَرْكِيَارُقَ، وَابْنُ عَمِّ مَلِكْشَاهْ.
وَسَبَبُ قَتْلِهِ أَنَّهُ كَانَ بِأَذْرَبِيجَانَ أَمِيرًا عَلَيْهَا، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُرْكَانُ خَاتُونَ، زَوْجَةُ مَلِكْشَاهْ، تُطْمِعُهُ أَنْ تَتَزَوَّجَ بِهِ، وَتَدْعُوهُ إِلَى مُحَارَبَةِ بَرْكِيَارُقَ، فَأَجَابَهَا إِلَى ذَلِكَ، وَجَمَعَ خَلْقًا مِنَ التُّرْكُمَانِ وَغَيْرِهِمْ، وَصَارَ أَصْحَابُ سِرْهَنِكَ سَاوْتِكِينَ فِي خَيْلِهِ، وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُرْكَانُ خَاتُونَ كَرْبُوقَا، وَغَيْرَهُ مِنَ الْأُمَرَاءِ، فِي عَسْكَرٍ كَثِيرٍ مَدَدًا لَهُ، فَجَمَعَ بَرْكِيَارُقُ عَسَاكِرَهُ، وَسَارَ إِلَى حَرْبِ خَالِهِ إِسْمَاعِيلَ، فَالْتَقَوْا عِنْدَ الْكَرَجِ، فَانْحَازَ الْأَمِيرُ يَلْبُرَدُ إِلَى بَرْكِيَارُقَ، وَصَارَ مَعَهُ، فَانْهَزَمَ إِسْمَاعِيلُ وَعَسْكَرُهُ، وَتَوَجَّهَ إِلَى أَصْبَهَانَ، فَأَكْرَمَتْهُ تُرْكَانُ خَاتُونَ، وَخَطَبَتْ لَهُ، وَضَرَبَتِ اسْمَهُ عَلَى الدِّينَارِ بَعْدَ ابْنِهَا مَحْمُودِ بْنِ مَلِكْشَاهْ.
وَكَادَ الْأَمْرُ فِي الْوَصْلَةِ يَتِمُّ بَيْنَهُمَا، فَامْتَنَعَ الْأُمَرَاءُ مِنْ ذَلِكَ لَا سِيَّمَا الْأَمِيرِ أُنَرْ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute