للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ قَتْلِ أَحْمَدَ خَانْ صَاحِبِ سَمَرْقَنْدَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي الْمُحَرَّمِ، قُتِلَ أَحْمَدُ خَانْ، صَاحِبُ سَمَرْقَنْدَ، وَكَانَ قَدْ كَرِهَهُ عَسْكَرُهُ وَاتَّهَمُوهُ بِفَسَادِ الِاعْتِقَادِ، وَقَالُوا: هُوَ زِنْدِيقٌ.

وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ السُّلْطَانَ مَلِكْشَاهْ، لَمَّا فَتَحَ سَمَرْقَنْدَ وَأَسَرَ أَحْمَدَ خَانْ هَذَا، قَدْ وَكَّلَ بِهِ جَمَاعَةً مِنَ الدَّيْلَمِ، فَحَسَّنُوا لَهُ مُعْتَقَدَهُمْ، وَأَخْرَجُوهُ إِلَى الْإِبَاحَةِ، فَلَمَّا عَادَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ كَانَ يَظْهَرُ مِنْهُ أَشْيَاءُ تَدُلُّ عَلَى انْحِلَالِهِ مِنَ الدِّينِ، فَلَمَّا كَرِهَهُ أَصْحَابُهُ، وَعَزَمُوا عَلَى قَتْلِهِ، قَالُوا لِمُسْتَحْفِظِ قَلْعَةِ كَاسَانَ، وَهُوَ طُغْرُلُ يَنَالْ بِكْ، لِيُظْهِرَ الْعِصْيَانَ لِيَسِيرَ أَحْمَدُ خَانْ مَعَهُمْ مِنْ سَمَرْقَنْدَ إِلَى قِتَالِهِ، فَيَتَمَكَّنُوا مِنْ قَتْلِهِ، فَعَصَى طُغْرُلُ يَنَالْ بِكْ، فَسَارَ أَحْمَدُ خَانْ وَالْعَسْكَرُ إِلَى قِتَالِهِ، فَلَمَّا نَازَلَ الْقَلْعَةَ تَمَكَّنَ الْعَسْكَرُ مِنْهُ، وَقَبَضُوا عَلَيْهِ، وَعَادُوا إِلَى سَمَرْقَنْدَ، وَأَحْضَرُوا الْقُضَاةَ وَالْفُقَهَاءَ، وَأَقَامُوا خُصُومًا ادَّعَوْا عَلَيْهِ الزَّنْدَقَةَ، فَجَحَدَ، فَشَهِدَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ بِذَلِكَ، فَأَفْتَى الْفُقَهَاءُ بِقَتْلِهِ، فَخَنَقُوهُ، وَأَجْلَسُوا ابْنَ عَمِّهِ مَسْعُودًا مَكَانَهُ وَأَطَاعُوهُ.

ذِكْرُ مَا فَعَلَهُ يُوسُفُ بْنُ آبِقٍ بِبَغْدَاذَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي صَفَرَ، سَيَّرَ الْمَلِكُ تُتُشْ يُوسُفَ بْنَ آبِقٍ التُّرْكُمَانِيَّ شِحْنَةً لِبَغْدَاذَ، وَمَعَهُ جَمْعٌ مِنَ التُّرْكُمَانِ، فَمُنِعَ مِنْ دُخُولِ بَغْدَاذَ، وَوَرَدَ إِلَيْهِ صَدَقَةُ بْنُ مَزْيَدٍ صَاحِبُ الْحِلَّةِ، وَكَانَ يَكْرَهُ تُتُشْ، وَلَمْ يَخْطُبْ لَهُ فِي بِلَادِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ ابْنُ آبِقٍ بِوُصُولِهِ عَادَ إِلَى طَرِيقِ خُرَاسَانَ وَنَهَبَ بَاجِسْرَا، وَقَاتَلَهُ الْعَسْكَرُ بِبَعْقُوبَا، فَهَزَمَهُمْ وَنَهَبَهُمْ أَفْحَشَ نَهْبٍ وَأَكْثَرَ مَعَهُ مِنَ التُّرْكُمَانِ وَعَادَ إِلَى بَغْدَاذَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>