ذِكْرُ وَفَاةِ مَنْصُورِ بْنِ مَرْوَانَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي الْمُحَرَّمِ، تُوَفِّي مَنْصُورُ بْنُ نِظَامِ الدِّينِ بْنِ نَصْرِ الدَّوْلَةِ بْنِ مَرْوَانَ، صَاحِبُ دِيَارِ بَكْرٍ، وَهُوَ الَّذِي انْقَرَضَ أَمْرُ بَنِي مَرْوَانَ عَلَى يَدِهِ، حِينَ حَارَبَهُ فَخْرُ الدَّوْلَةِ بْنُ جَهِيرٍ، وَكَانَ جَكَرْمَشُ قَدْ قُبِضَ عَلَيْهِ بِالْجَزِيرَةِ، وَتَرَكَهُ عِنْدَ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ، فَمَاتَ فِي دَارِهِ، وَحَمْلَتْهُ زَوْجَتُهُ إِلَى تُرْبَةِ (آبَائِهِ، فَدَفَنَتْهُ ثُمَّ حَجَّتْ، وَعَادَتْ إِلَى بَلَدِ الْبَشْنَوِيَّةِ، فَابْتَاعَتْ دِيرًا مِنْ بَلَدِ فَنَكَ بِقُرْبِ) جَزِيرَةِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَقَامَتْ فِيهِ تَعْبُدُ اللَّهَ.
وَكَانَ مَنْصُورٌ شُجَاعًا، شَدِيدَ الْبُخْلِ، لَهُ فِي الْبُخْلِ حِكَايَاتٌ عَجِيبَةٌ، فَتَعْسًا لِطَالِبِ الدُّنْيَا، الْمُعْرِضِ عَنِ الْآخِرَةِ، أَلَا يَنْظُرَ إِلَى فِعْلِهَا بِأَبْنَائِهَا، بَيْنَمَا مَنْصُورٌ هَذَا مَلِكٌ مِنْ بَيْتِ مَلِكٍ آلَ أَمْرُهُ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي بَيْتِ يَهُودِيٍّ، نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُحْسِنَ أَعْمَالَنَا، وَيُصْلِحَ عَاقِبَةَ أَمْرِنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ.
ذِكْرُ مُلْكِ تَمِيمٍ مَدِينَةَ قَابِسَ أَيْضًا
فِي هَذِهِ السَّنَةِ مَلَكَ تَمِيمُ بْنُ الْمُعِزِّ مَدِينَةَ قَابِسَ، وَأَخْرَجَ مِنْهَا أَخَاهُ عُمَرًا.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهَا كَانَ بِهَا إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ (قَاضِي بْنُ) إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَلْمُونَهْ فَمَاتَ، فَوَلَّى أَهْلُهَا عَلَيْهِمْ عَمْرَو بْنَ الْمُعِزِّ، فَأَسَاءَ السِّيرَةَ، وَكَانَ قَاضِي بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَاصِيًا عَلَى تَمِيمٍ، وَتَمِيمٌ يُعْرِضُ عَنْهُ، فَسَلَكَ عَمْرٌو طَرِيقَهُ فِي ذَلِكَ، فَأَخْرَجَ تَمِيمٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute