الْعَسَاكِرَ إِلَى أَخِيهِ عَمْرٍو لِيَأْخُذَ الْمَدِينَةَ مِنْهُ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا مَوْلَانَا لَمَّا كَانَ فِيهَا قَاضِي تَوَانَيْتَ) عَنْهُ وَتَرَكْتَهُ، فَلَمَّا وَلِيَهَا أَخُوكَ جَرَرْتَ إِلَيْهِ الْعَسَاكِرَ، فَقَالَ: لَمَّا كَانَ فِيهَا غُلَامٌ مِنْ عَبِيدِنَا كَانَ زَوَالُهُ سَهْلًا عَلَيْنَا، وَأَمَّا الْيَوْمَ، وَابْنُ الْمُعِزِّ بِالْمَهْدِيَّةِ، وَابْنُ الْمُعِزِّ بِقَابِسَ، فَهَذَا مَا لَا يُمْكِنُ السُّكُوتُ عَلَيْهِ.
وَفِي فَتْحِهَا يَقُولُ ابْنُ خَطِيبِ سُوسَةَ الْقَصِيدَةَ الْمَشْهُورَةَ الَّتِي أَوَّلُهَا:
ضَحِكَ الزَّمَانُ وَكَانَ يُلْقَى عَابِسًا ... لَمَّا فَتَحْتَ بِحَدِّ سَيْفِكَ قَابِسَا
اللَّهُ يَعْلَمُ مَا حَوَيْتَ ثِمَارَهَا ... إِلَّا وَكَانَ أَبُوكَ قَبْلُ الْغَارِسَا
مَنْ كَانَ فِي زُرْقِ الْأَسِنَّةِ خَاطِبًا ... كَانَتْ لَهُ قُلَلُ الْبِلَادِ عَرَائِسَا
فَابْشِرْ تَمِيمَ بْنَ الْمُعِزِّ بِفَتْكَةٍ ... تَرَكَتْكَ مِنْ أَكْنَافِ قَابِسَ قَابِسَا
وَلَّوْا فَكَمْ تَرَكُوا هُنَاكَ مَصَانِعًا ... وَمَقَاصِرًا وَمَخَالِدًا وَمَجَالِسَا
فَكَأَنَّهَا قَلْبٌ وَهُنَّ وَسَاوِسٌ ... جَاءَ الْيَقِينُ فَذَادَ عَنْهُ وَسَاوِسَا
ذِكْرُ مَلْكِ كَرْبُوقَا الْمَوْصِلَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، مَلَكَ قِوَامُ الدَّوْلَةِ أَبُو سَعِيدٍ كَرْبُوقَا مَدِينَةَ الْمَوْصِلِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ تَاجَ الدَّوْلَةِ تُتُشْ أَسَرَهُ لَمَّا قَتَلَ آقْسَنْقَرَ وَبُوزَانَ، فَلَمَّا أَسَرَهُ أَبْقَى عَلَيْهِ، طَمَعًا فِي اسْتِصْلَاحِ حَمِيهِ الْأَمِيرِ أُنَرْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَلَدٌ يَمْلِكُهُ إِذَا قَتَلَهُ، كَمَا فَعَلَ بِالْأَمِيرِ بُوزَانَ، فَإِنَّهُ قَتَلَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى بِلَادِهِ الرُّهَا وَحَرَّانَ.
وَلَمْ يَزَلْ قِوَامُ الدَّوْلَةِ مَحْبُوسًا بِحَلَبَ إِلَى أَنْ قُتِلَ تُتُشْ، وَمَلَكَ ابْنُهُ الْمَلِكُ رِضْوَانُ حَلَبَ، فَأَرْسَلَ السُّلْطَانُ بَرْكِيَارُقُ رَسُولًا يَأْمُرُهُ بِإِطْلَاقِ أَخِيهِ الْتُونْتَاشِ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute