للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَوْكَتُهُ، فَلَمَّا عَادَ سَنْجَرُ إِلَى خُرَاسَانَ تَوَجَّهَ إِلَى غَزْنَةَ، فَلَمَّا عَرَفَ بُهْرَامْشَاهْ قَصْدَهُ إِيَّاهُ تَوَجَّهَ إِلَى بَامْيَانَ، وَأَرْسَلَ إِلَى الْمَلِكِ سَنْجَرَ يُعْلِمَهُ الْحَالَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عَسْكَرًا. وَأَقَامَ أَرْسِلَانْشَاهْ بِغَزْنَةَ شَهْرًا وَاحِدًا، وَسَارَ يَطْلُبُ أَخَاهُ بُهْرَامْشَاهْ، فَبَلَغَهُ وُصُولُ عَسْكَرِ سَنْجَرَ، فَانْهَزَمَ بِغَيْرِ قِتَالٍ لِلْخَوْفِ الَّذِي قَدْ بَاشَرَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ، وَلَحِقَ بِجِبَالِ أُوغَنَانَ، فَسَارَ أَخُوهُ بُهْرَامْشَاهْ وَعَسْكَرَ سَنْجَرُ فِي أَثَرِهِ، وَخَرَّبُوا الْبِلَادَ الَّتِي هُوَ فِيهَا، وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِهَا يَتَهَدَّدُونَهُمْ، فَسَلَّمُوهُ بَعْدَ الْمُضَايَقَةِ، فَأَخَذَهُ مُتَقَدِّمُ جَيْشِ الْمَلِكِ سَنْجَرَ، وَأَرَادَ حَمْلَهُ إِلَى صَاحِبِهِ، فَخَافَ بُهْرَامْشَاهْ مِنْ ذَلِكَ، فَبَذَلَ لَهُ مَالًا، فَسَلَّمَهُ إِلَيْهِ، فَخَنَقَهُ وَدَفَنَهُ بِتُرْبَةِ أَبِيهِ بِغَزْنَةَ، وَكَانَ عُمُرُهُ سَبْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَ أَحْسَنَ إِخْوَانِهِ صُورَةً، وَكَانَ قَتْلُهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهُ هَاهُنَا لِتَتَّصِلَ الْحَادِثَةُ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ، كَانَتْ زَلْزَلَةٌ شَدِيدَةٌ بِدِيَارِ الْجَزِيرَةِ، وَالشَّامِ، وَغَيْرِهَا، فَخَرَّبَتْ كَثِيرًا مِنَ الرُّهَا، وَحَرَّانَ، وَسُمَيْسَاطَ، وَبَالِسَ وَغَيْرِهَا، وَهَلَكَ خَلْقٌ كَثِيرٌ تَحْتَ الْهَدْمِ.

وَفِيهَا قُتِلَ تَاجُ الدَّوْلَةِ أَلْب أَرْسِلَانَ بْنُ رِضْوَانَ، صَاحِبُ حَلَبَ، قَتَلَهُ غِلْمَانٌ بِقَلْعَةِ حَلَبَ، وَأَقَامُوا بَعْدَهُ أَخَاهُ سُلْطَانَ شَاهْ بْنَ رِضْوَانَ، وَكَانَ الْمُسْتَوْلِي عَلَيْهِ لُؤْلُؤٌ الْخَادِمُ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ الشَّرِيفُ النَّسِيبُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْحَسَنِيُّ، فِي رَبِيعٍ الْآخِرِ، بِدِمَشْقَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>