للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نُوَّابَ آقْسُنْقُرَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى الْبَلَدِ، وَتَصَرَّفَ تَصَرُّفَ الْأَصْحَابِ، مُسْتَبِدًّا، وَاسْتَقَرَّ فِيهِ، وَأَحْسَنَ السِّيرَةَ إِلَى سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ، فَسَيَّرَ السُّلْطَانُ مَحْمُودٌ الْأَمِيرَ آقْسُنْقُرَ الْبُخَارِيَّ فِي عَسْكَرٍ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَأَخَذَهَا مِنْ عَلِيِّ بْنِ سُكْمَانَ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَمَرَ السُّلْطَانُ بِإِعَادَةِ مُجَاهِدِ الدِّينِ بَهْرُوزَ شِحْنَكِيَّةَ الْعِرَاقِ، كَانَ نَائِبَ دُبَيْسِ بْنِ صَدَقَةَ، فَعُزِلَ عَنْهَا.

وَفِيهَا، فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، تُوُفِّيَ الْوَزِيرُ رَبِيبُ الدَّوْلَةِ، وَزِيرُ السُّلْطَانِ مَحْمُودٍ، وَوَزَرَ بَعْدَهُ الْكَمَالُ السُّمِيرَمِيُّ، وَكَانَ وَلَدَ رَبِيبِ الدَّوْلَةِ، وَزِيرِ الْمُسْتَرْشِدِ فَعُزِلَ، وَاسْتُعْمِلَ بَعْدَهُ عَمِيدُ الدُّوَلِهِ أَبُو عَلِيِّ بْنُ صَدَقَةَ، وَلُقِّبَ جَلَالَ الدِّينِ، وَهَذَا الْوَزِيرُ هُوَ عَمُّ الْوَزِيرِ جَلَالِ الدِّينِ أَبِي الرِّضَا صَدَقَةَ، الَّذِي وَزَرَ لِلرَّاشِدِ، وَالْأَتَابِكِ زِنْكِيٍّ عَلَى مَا نَذْكُرُهُ.

وَفِيهَا ظَهَرَ قَبْرُ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، وَقَبْرَا وَلَدَيْهِ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، بِالْقُرْبِ مِنَ الْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ، وَرَآهُمْ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ لَمْ تَبْلَ أَجْسَادُهُمْ، وَعِنْدَهُمْ فِي الْمَغَارَةِ قَنَادِيلُ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، هَكَذَا ذَكَرَهُ حَمْزَةُ بْنُ أَسَدٍ التَّمِيمِيُّ فِي تَارِيخِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا، فِي الْمُحَرَّمِ، تُوُفِّيَ قَاضِي الْقُضَاةُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّامَغَانِيُّ، وَمَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِبَابِ الطَّاقِ مِنْ بَغْدَاذَ إِلَى الْمَوْصِلِ وَلَهُ مِنَ الْعُمُرِ سِتٌّ وَعِشْرُونَ سَنَةً، وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ يَكُنْ لِغَيْرِهِ وَلَمَّا تُوُفِّيَ وَلِيَ قَضَاءَ الْقُضَاةِ الْأَكْمَلُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، وَخُلِعَ عَلَيْهِ ثَالِثَ صَفَرٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>