ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
وَفِيهَا هُدِمَ تَاجُ الْخَلِيفَةِ عَلَى دِجْلَةَ لِلْخَوْفِ مِنِ انْهِدَامِهِ، هَذَا التَّاجُ بَنَاهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُكْتَفِي بَعْدَ سَنَةِ تِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَفِيهَا تَأَخَّرَ الْحَجُّ، فَاسْتَغَاثَ النَّاسُ، وَأَرَادُوا كَسْرَ الْمِنْبَرِ بِجَامِعِ الْقَصْرِ فَأَرْسَلَ الْخَلِيفَةُ إِلَى دُبَيْسِ بْنِ صَدَقَةَ لِيُسَاعِدَ الْأَمِيرَ نَظَرَ عَلَى تَسْيِيرِ الْحُجَّاجِ، فَأَجَابَ إِلَى ذَلِكَ، وَكَانَ خُرُوجُهُمْ مِنْ بَغْدَاذَ ثَانِيَ عَشَرِ ذِي الْقَعْدَةِ، وَتَوَالَتْ عَلَيْهِمُ الْأَمْطَارُ إِلَى الْكُوفَةِ.
وَفِيهَا أَرْسَلَ دُبَيْسُ بْنُ صَدَقَةَ الْقَاضِيَ أَبَا جَعْفَرٍ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ أَحْمَدَ الثَّقَفِيَّ، قَاضِي الْكُوفَةِ، إِلَى إِيلْغَازِي بْنِ أَرْتَقَ بِمَارِدِينَ، يَخْطُبُ ابْنَتَهُ، فَزَوَّجَهَا مِنْهُ إِيلْغَازِي، وَحَمَلَهَا الثَّقَفِيُّ مَعَهُ إِلَى الْحِلَّةِ، وَاجْتَازَ بِالْمَوْصِلِ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا، فِي جُمَادَى الْأُولَى، تُوُفِّيَ أَبُو الْوَفَا عَلِيُّ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، شَيْخُ الْحَنَابِلَةِ، فِي وَقْتِهِ، بِبَغْدَاذَ، وَكَانَ حَسَنَ الْمُنَاظَرَةِ، سَرِيعَ الْخَاطِرِ، وَكَانَ قَدِ اشْتَغَلَ بِمَذْهَبِ الْمُعْتَزِلَةِ فِي حَدَاثَتِهِ عَلَى أَبِي الْوَلِيدِ، فَأَرَادَ الْحَنَابِلَةُ قَتْلَهُ، فَاسْتَجَارَ بِبَابِ الْمَرَاتِبِ عِدَّةَ سِنِينَ، ثُمَّ أَظْهَرَ التَّوْبَةَ حَتَّى تَمَكَّنَ مِنَ الظُّهُورِ، وَلَهُ مُصَنَّفَاتُ مِنْ جُمَلْتِهَا كِتَابُ الْفُنُونِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute