ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ أَيَارَ، ظَهَرَ بِالشَّامِ سَحَابٌ أَسْوَدُ أَظْلَمَتْ لَهُ الدُّنْيَا، وَصَارَ الْجَوُّ كَاللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، ثُمَّ طَلَعَ بَعْدَ ذَلِكَ سَحَابٌ أَحْمَرُ كَأَنَّهُ نَارٌ أَضَاءَتْ لَهُ الدُّنْيَا، وَهَبَّتْ رِيحٌ عَاصِفٌ أَلْقَتْ كَثِيرًا مِنَ الشَّجَرِ، وَكَانَ أَشَدُّ ذَلِكَ بِحَوْرَانَ وَدِمَشْقَ، وَجَاءَ بَعْدَهُ مَطَرٌ شَدِيدٌ وَبَرَدٌ كِبَارٌ.
وَفِيهَا عَادَ مُؤَيَّدُ الدِّينِ أَبُو الْفَوَارِسِ الْمُسَيَّبُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الصُّوفِيِّ - مِنْ صَرْخَدَ إِلَى دِمَشْقَ.
وَكَانَ قَدْ أُخْرِجَ هُوَ وَأَهْلُهُ مِنْ دِمَشْقَ إِلَى صَرْخَدَ، فَبَقُوا فِيهَا إِلَى الْآنَ وَعَادُوا، وَوَلِيَ أَبُو الْفَوَارِسِ الرِّئَاسَةَ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ مَحْبُوبًا عِنْدَ أَهْلِهَا، وَتَمَكَّنَ تَمَكُّنًا عَظِيمًا، وَكَانَ ذَا رِئَاسَةٍ عَظِيمَةٍ وَمُرُوءَةٍ ظَاهِرَةٍ.
وَفِيهَا كَثُرَتِ الْأَمْرَاضُ بِبَغْدَادَ، وَكَثُرَ الْمَوْتُ فُجْأَةً بِأَصْفَهَانَ وَهَمَذَانَ.
وَفِيهَا سَارَ أَتَابَكْ زَنْكِي إِلَى دَقُوقَا وَمَلَكَهَا بَعْدَ أَنْ قَاتَلَ عَلَى قَلْعَتِهَا قِتَالًا شَدِيدًا.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْخُجَنْدِيُّ رَئِيسُ الشَّافِعِيَّةِ بِأَصْفَهَانَ، وَتَفَقَّهَ عَلَى وَالِدِهِ بِالنِّظَامِيَّةِ بِأَصْفَهَانَ.
وَتُوُفِّيَ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَرِيرِيُّ، وَمَوْلِدُهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي الْحَسَنِ زَوْجِ الْحُرَّةِ.
وَقَدْ رَوَى الْخَطِيبُ أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ زَوْجِ الْحُرَّةِ أَيْضًا، وَكَانَتْ وَفَاةُ الْخَطِيبِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute