الْبَيْتِ السَّلْجُوقِيِّ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لَا يَزَالُ يُعَاقِرُ الْخَمْرَ لَيْلًا وَنَهَارًا، فَلِهَذَا سَقَطَ اسْمُهُ، وَذِكْرُهُ.
وَفِيهَا قَتَلَ السُّلْطَانُ مَسْعُودٌ ابْنَ الْبَقْشِ السِّلَاحِيَّ شِحْنَةَ بَغْدَادَ، وَكَانَ قَدْ ظَلَمَ النَّاسَ وَعَسَفَهُمْ، وَفَعَلَ مَا لَمْ يَفْعَلْهُ غَيْرُهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وَسَيَّرَهُ إِلَى تَكْرِيتَ، فَسَجَنَهُ بِهَا عِنْدَ مُجَاهِدِ الدِّينِ بَهْرُوزَ، ثُمَّ أَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَلَمَّا أَرَادُوا قَتْلَهُ أَلْقَى بِنَفْسِهِ فِي دِجْلَةَ فَغَرِقَ، فَأُخِذَ رَأْسُهُ، وَحُمِلَ إِلَى السُّلْطَانِ، وَجَعَلَ السُّلْطَانُ شِحْنَةَ الْعِرَاقِ مُجَاهِدَ الدِّينِ بَهْرُوزَ، فَعَمِلَ أَعْمَالًا صَالِحَةً مِنْهَا:
أَنَّهُ عَمِلَ مُسَنَّاةَ النَّهْرَوَانِ وَأَشْبَاهَهَا، وَكَانَ حَسَنَ السِّيرَةِ كَثِيرَ الْإِحْسَانِ.
وَفِيهَا دَرَّسَ الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُورِ بْنُ الرَّزَّازِ بِالنِّظَامِيَّةِ بِبَغْدَادَ.
وَأَرْسَلَ إِلَى أَتَابَكْ زَنْكِي فِي إِطْلَاقِ قَاضِي الْقُضَاةِ الزَّيْنَبِيِّ فَأُطْلِقَ، وَانْحَدَرَ إِلَى بَغْدَادَ، فَخَلَعَ عَلَيْهِ الْخَلِيفَةُ، وَأَقَرَّهُ عَلَى مَنْصِبِهِ. وَفِيهَا كَانَ بِخُرْسَانَ غَلَاءٌ شَدِيدٌ طَالَتْ مُدَّتُهُ وَعَظُمَ أَمْرُهُ، حَتَّى أَكَلَ النَّاسُ الْكِلَابَ وَالسَّنَانِيرَ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الدَّوَابِّ، وَتَفَرَّقَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْبِلَادِ مِنَ الْجُوعِ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ طُغَانُ أَرْسِلَانْ صَاحِبُ بِدْلِيسَ وَأَرْزَنَ مِنْ دِيَارِ بِكْرٍ، وَوَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ فَرْنِي، وَاسْتَقَامَ لَهُ الْأَمْرُ.
وَفِيهَا فِي شَهْرِ صَفَرٍ، جَاءَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ بِالشَّامِ، وَالْجَزِيرَةِ، وَدِيَارِ بَكْرٍ، وَالْمَوْصِلِ، وَالْعِرَاقِ، وَغَيْرِهَا مِنِ الْبِلَادِ، فَخَرَّبَتْ كَثِيرًا مِنْهَا، وَهَلَكَ تَحْتَ الْهَدْمِ عَالَمٌ كَثِيرٌ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute