للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِيهَا تَوَلَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ طَغَايَرْكُ حَجَبَةَ السُّلْطَانِ، وَاسْتَوْلَى عَلَى الْمَمْلَكَةِ، وَعَزَلَ الْأَمِيرَ تَتَرَ الطُّغْرُلِيَّ عَنْهَا، وَآلَ أَمْرُهُ إِلَى أَنْ يَمْشِيَ فِي رِكَابِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ السُّهَاوِيُّ مُقَدَّمُ الْإِسْمَاعِيلِيَّةِ، فَأَحْرَقَهُ وَلَدُ عَبَّاسٍ صَاحِبِ الرَّيِّ فِي تَابُوتِهِ.

وَفِيهَا حَجَّ كَمَالُ الدَّيْنِ بْنُ طَلْحَةَ صَاحِبُ الْمَخْزَنِ، وَعَادَ وَقَدْ لَبِسَ ثِيَابَ الصُّوفِيَّةِ، وَتَخَلَّى عَنْ جَمِيعِ مَا كَانَ فِيهِ، وَأَقَامَ فِي دَارِهِ مَرْعِيَّ الْجَانِبِ مَحْرُوسَ الْقَاعِدَةِ.

وَفِيهَا وَصَلَ السُّلْطَانُ إِلَى بَغْدَادَ وَكَانَ الْوَزِيرُ الزَّيْنَبِيُّ بِدَارِ السُّلْطَانِ، كَمَا ذَكَرْنَاهُ، فَسَأَلَ السُّلْطَانَ أَنْ يُشَفَّعَ فِيهِ لِيَرُدَّهُ الْخَلِيفَةُ إِلَى دَارِهِ، فَأَرْسَلَ السُّلْطَانُ وَزِيرَهُ إِلَى دَارِ الْخِلَافَةِ وَمَعَهُ الْوَزِيرُ شَرَفُ الدِّينِ الزَّيْنَبِيُّ، وَشَفَعَ فِي أَنْ يَعُودَ إِلَى دَارِهِ، فَأَذِنَ لَهُ فِي ذَلِكَ، وَأُعِيدَ أَخُوهُ إِلَى نِقَابَةِ النُّقَبَاءِ، فَلَزِمَ الْوَزِيرُ دَارَهُ، وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا إِلَّا إِلَى الْجَامِعِ.

وَفِيهَا أَغَارَ عَسْكَرُ أَتَابَكْ زَنْكِي مِنْ حَلَبَ عَلَى بِلَادِ الْفِرِنْجِ، فَنَهَبُوا وَأَحْرَقُوا، وَظَفِرُوا بِسَرِيَّةِ الْفِرِنْجِ، فَقَتَلُوا فِيهِمْ وَأَكْثَرُوا، فَكَانَ عِدَّةُ الْقَتْلَى سَبْعَمِائَةِ رَجُلٍ.

وَفِيهَا أَفْسَدَ بَنُو خَفَاجَةَ بِالْعِرَاقِ، فَسَيَّرَ السُّلْطَانُ مَسْعُودٌ سَرِيَّةً إِلَيْهِمْ مِنَ الْعَسْكَرِ، فَنَهَبُوا حُلَّتَهُمْ، وَقَتَلُوا مَنْ ظَفِرُوا بِهِ مِنْهُمْ وَعَادُوا سَالِمِينَ.

وَفِيهَا سَيَّرَ رَجَارُ الْفِرِنْجِيُّ صَاحِبُ صِقِلِّيَةَ أُسْطُولًا إِلَى أَطْرَافِ إِفْرِيقِيَّةِ، فَأَخَذُوا مَرَاكِبَ سُيِّرَتْ مِنْ مِصْرَ إِلَى الْحَسَنِ صَاحِبِ إِفْرِيقِيَّةَ، وَغَدَرَ بِالْحَسَنِ، ثُمَّ رَاسَلَهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>