للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْخَبَرَ، فَخَافَ مَنْ بِالْبِيرَةِ مِنَ الْفِرِنْجِ أَنْ يَعُودَ إِلَيْهِمْ، وَكَانُوا يَخَافُونَهُ خَوْفًا شَدِيدًا، فَأَرْسَلُوا إِلَى نَجْمِ الدِّينِ صَاحِبِ مَارِدِينَ وَسَلَّمُوهَا لَهُ، فَمَلَكَهَا الْمُسْلِمُونَ.

وَفِيهَا خَرَجَ أُسْطُولُ الْفِرِنْجِ مِنْ صِقِلِّيَةَ إِلَى سَاحِلِ إِفْرِيقِيَّةَ وَالْغَرْبِ، فَفَتَحُوا مَدِينَةَ بَرْشَكَ، وَقَتَلُوا أَهْلَهَا، وَسَبَوْا حَرِيمَهُمْ وَبَاعُوهُ بِصِقِلِّيَةَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ تَاشْفِينَ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ صَاحِبُ الْغَرْبِ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ تَزِيدُ عَلَى أَرْبَعِ سِنِينَ، وَوَلِيَ بَعْدَهُ أَخُوهُ، وَضَعُفَ أَمْرُ الْمُلَثَّمِينَ، وَقَوِيَ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ.

وَفِيهَا فِي شَوَّالٍ ظَهَرَ كَوْكَبٌ عَظِيمٌ لَهُ ذَنَبٌ مِنْ جَانِبِ الْمَشْرِقِ، وَبَقِيَ إِلَى نِصْفِ ذِي الْقِعْدَةِ، ثُمَّ غَابَ، ثُمَّ طَلَعَ مِنْ جَانِبِ الْغَرْبِ، فَقِيلَ: هُوَ هُوَ، وَقِيلَ بَلْ غَيْرُهُ.

وَفِيهَا كَانَتْ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ بَيْنَ الْأَمِيرِ هَاشِمِ بْنِ فُلَيْتَةَ بْنِ الْقَاسِمِ الْعَلَوِيِّ الْحُسَيْنِيِّ، أَمِيرِ مَكَّةَ، وَالْأَمِيرِ نَظَرِ الْخَادِمِ أَمِيرِ الْحَاجِّ، فَنَهَبَ أَصْحَابَ هَاشِمٍ الْحُجَّاجَ وَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ يَطُوفُونَ وَيُصَلُّونَ، وَلَمْ يَرْقُبُوا فِيهِمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا، فِي ذِي الْحِجَّةِ، تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

<<  <  ج: ص:  >  >>