صَاحِبَهَا، وَاسْتَدْعَوْهُ إِلَيْهِمْ] ، فَسَارَ نَحْوَهُمْ فِي عَسْكَرِهِ، فَلَمَّا قَارَبَ الْبَلَدَ ثَارَ أَهْلُهُ عَلَى سَيْفِ الدِّينِ فَأَخَذُوهُ بِغَيْرِ قِتَالٍ، وَكَانَ الْعَلَوِيُّونَ هُمُ الَّذِينَ تَوَلَّوْا أَسْرَهُ، وَانْهَزَمَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، فَمِنْهُمْ مَنْ نَجَا، وَمِنْهُمْ مَنْ أُخِذَ، ثُمَّ إِنَّهُمْ سَوَّدُوا وَجْهَ سَيْفِ الدِّينِ، وَأَرْكَبُوهُ بَقَرَةً، وَطَافُوا بِهِ الْبَلَدَ، ثُمَّ صَلَبُوهُ، وَقَالُوا فِيهِ أَشْعَارًا يَهْجُونَهُ بِهَا وَغَنَّى بِهَا حَتَّى النِّسَاءُ.
فَلَمَّا بَلَغَ الْخَبَرُ إِلَى أَخِيهِ عَلَاءِ الدِّينِ الْحُسَيْنِ قَالَ شِعْرًا مَعْنَاهُ: إِنْ لَمْ أَقْلَعْ غَزْنَةَ فِي مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ، فَلَسْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ الْحُسَيْنِ.
ثُمَّ تُوُفِّيَ بَهْرَامْ شَاهْ، وَمَلَكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ خُسْرُوشَاهْ، وَتَجَهَّزَ عَلَاءُ الدِّينِ الْحُسَيْنُ وَسَارَ إِلَى غَزْنَةَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، فَلَمَّا بَلَغَ الْخَبَرُ إِلَى خُسْرُوشَاهْ سَارَ عَنْهَا إِلَى لَهَاوُورَ، وَمَلَكَهَا عَلَاءُ الدِّينِ، وَنَهَبَهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَأَخَذَ الْعَلَوِيِّينَ الَّذِينَ أَسَرُوا أَخَاهُ فَأَلْقَاهُمْ مِنْ رُءُوسِ الْجِبَالِ، وَخَرَّبَ الْمَحَلَّةَ الَّتِي صُلِبَ فِيهَا أَخُوهُ، وَأَخَذَ النِّسَاءَ اللَّوَاتِي قِيلَ عَنْهُنَّ إِنَّهُنَّ كُنْ يُغَنِّينَ بِهِجَاءِ أَخِيهِ وَالْغُورِيَّةِ، فَأَدْخَلَهُنَّ حَمَّامًا وَمَنَعَهُنَّ مِنَ الْخُرُوجِ حَتَّى مِتْنَ فِيهِ.
وَأَقَامَ بِغَزْنَةَ حَتَّى أَصْلَحَهَا، ثُمَّ عَادَ إِلَى فَيْرُوزَكُوهْ، وَنَقَلَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ غَزْنَةَ خَلْقًا كَثِيرًا، وَحَمَّلَهُمُ الْمَخَالِيَ مَمْلُوءَةً تُرَابًا، فَبَنَى بِهِ قَلْعَةً فِي فَيْرُوزَكُوهْ، وَهِيَ مَوْجُودَةٌ إِلَى الْآنِ، وَتَلَقَّبَ بِالسُّلْطَانِ الْمُعَظَّمِ وَحَمَلَ الْجَتْرَ عَلَى عَادَةِ السَّلَاطِينِ السَّلْجُوقِيَّةِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنْ أَخْبَارِهِمْ، وَفِيهِ مُخَالَفَةٌ لِهَذَا فِي بَعْضِ الْأَمْرِ، وَكُلًّا سَمِعْنَاهُ وَرَأَيْنَاهُ فِي مُصَنَّفَاتِهِمْ، فَلِهَذَا ذَكَرْنَا الْأَمْرَيْنِ، وَأَقَامَ الْحُسَيْنُ عَلَى ذَلِكَ مُدَّةً، وَاسْتَعْمَلَ ابْنَيْ أَخِيهِ، وَهُمَا غِيَاثُ الدِّينِ، وَشِهَابُ الدِّينِ.
ذِكْرُ مُلْكِ غِيَاثِ الدِّينِ وَشِهَابِ الدِّينِ الْغُورِيَّيْنِ
لَمَّا قَوِيَ أَمْرُ عَمِّهِمَا عَلَاءِ الدِّينِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُسَيْنِ اسْتَعْمَلَ الْعُمَّالَ وَالْأُمَرَاءَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute