وَخَيْرُهَا مِنْ كَدَرٍ وَشَوَائِبَ وَآفَاتٍ، وَقَلَّمَا يَخْلُصُ شَرُّهَا مِنْ خَيْرٍ، نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُحْسِنَ لَنَا الْعُقْبَى بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ.
ذِكْرُ مُلْكِ نُورِ الدِّينِ بَعْلَبَكَّ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ مَلَكَ نُورُ الدِّينِ مَحْمُودٌ بَعْلَبَكَّ وَقَلْعَتَهَا، وَكَانَتْ بِيَدِ إِنْسَانٍ يُقَالُ لَهُ ضَحَّاكٌ الْبِقَاعِيُّ ; مَنْسُوبٌ إِلَى بِقَاعِ بَعْلَبَكَّ، وَكَانَ قَدْ وَلَّاهُ إِيَّاهَا صَاحِبُ دِمَشْقَ ; فَلَمَّا مَلَكَ نُورُ الدِّينِ دِمَشْقَ امْتَنَعَ ضَحَّاكٌ بِهَا، فَلَمْ يُمْكِنْ نُورَ الدِّينِ مُحَاصَرَتُهُ لِقُرْبِهِ مِنَ الْفِرِنْجِ، فَتَلَطَّفَ الْحَالَ مَعَهُ إِلَى الْآنَ، فَمَلَكَهَا وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ قَلَعَ الْخَلِيفَةُ الْمُقْتَفِي لِأَمْرِ اللَّهِ بَابَ الْكَعْبَةِ، وَعَمِلَ عِوَضَهُ بَابًا مُصَفَّحًا بِالنُّقْرَةِ الْمُذَهَّبَةِ، وَعَمِلَ لِنَفْسِهِ مِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ تَابُوتًا يُدْفَنُ فِيهِ إِذَا مَاتَ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ أَبُو بَكْرٍ الْخُجَنْدِيُّ رَئِيسُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ بِأَصْفَهَانَ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ بِهَا مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَدَّادِ، وَكَانَ صَدْرًا مُقَدَّمًا عِنْدَ السَّلَاطِينِ، وَكَانَ ذَا حِشْمَةٍ عَظِيمَةٍ وَجَاهٍ عَرِيضٍ.
وَوَقَعَتْ لِمَوْتِهِ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ بِأَصْفَهَانَ وَقُتِلَ فِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ.
[الْغَلَاءُ بِخُرَاسَانَ] وَفِيهَا كَانَ بِخُرَاسَانَ غَلَاءٌ شَدِيدٌ أُكِلَتْ فِيهِ سَائِرُ الدَّوَابِّ، حَتَّى النَّاسِ، وَكَانَ بِنَيْسَابُورَ طَبَّاخٌ، فَذَبَحَ إِنْسَانًا عَلَوِيًّا وَطَبَخَهُ، وَبَاعَهُ فِي الطَّبِيخِ، ثُمَّ ظَهَرَ عَلَيْهِ أَنَّهُ فَعَلَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute