للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَاتَمٌ بِفَصِّ يَاقُوتٍ مِنْ أَحْسَنِ الْجَوْهَرِ، وَكَانَ يُسَمَّى الْجَبَلُ لِكِبَرِهِ وَحُسْنِهِ، فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ فِي شِعَارِي بَانِيَاسَ، وَهِيَ كَثِيرَةُ الْأَشْجَارِ مُلْتَفَّةَ الْأَغْصَانِ، فَلَمَّا أَبْعَدَ عَنِ الْمَكَانِ الَّذِي ضَاعَ فِيهِ عَلِمَ بِهِ، فَأَعَادَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهِ، وَدَلَّهُمْ عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ آخِرَ عَهْدِهِ بِهِ فِيهِ، وَقَالَ: أَظُنُّ هُنَاكَ سَقَطَ، فَعَادُوا إِلَيْهِ، فَوَجَدُوهُ، فَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الشَّامِيِّينَ أَظُنُّهُ ابْنَ مُنِيرٍ يَمْدَحُهُ، وَيُهَنِّئُهُ بِهَذِهِ الْغَزَاةِ، وَيَذْكُرُ الْجَبَلَ الْيَاقُوتَ:

إِنْ يَمْتَرِ الشُّكَّاكُ فِيكَ فَإنَّكَ ... الْ مَهْدِيُّ مُطْفِي جَمْرَةَ الدَّجَّالِ

فَلِعَوْدَةِ الْجَبَلِ الَّذِي أَظْلَلْتَهُ ... بِالْأَمْسِ بَيْنَ غَيَاطِلٍ وَجِبَالِ

لَمْ يُعْطَهَا إِلَّا سُلَيْمَانُ وَقَدْ ... نَبَتَ الرُّبَا بِمُوشَكِ الْإِعْجَالِ

رَحْرَحْرَى لِسَرِيرِ مُلْكِكَ إِنَّهُ ... كَسَرِيرِهِ عَنْ كُلِّ حَدٍّ عَالِ

فَلَوِ الْبِحَارُ السَّبْعَةُ اسْتَهْوَيْنَهُ ... وَأَمَرْتَهُنَّ قَذَفْنَهُ فِي الْحَالِ

وَلَمَّا فَتَحَ الْحِصْنَ كَانَ مَعَهُ وَلَدُ مُعِينِ الدِّينِ أُنُزَ الَّذِي سَلَّمَ بَانِيَاسَ إِلَى الْفِرِنْجِ، فَقَالَ لَهُ: لِلْمُسْلِمِينَ بِهَذَا الْفَتْحِ فَرْحَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكَ فَرْحَتَانِ، فَقَالَ: كَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>