أَعْقَابِهِ إِلَى بَنِي مَرْوَانَ مِنْ بَنِي عَمِّهِ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ السَّفَّاحُ أَوَّلُ مَنْ مَلَكَ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ، انْتَقَلَ الْمُلْكُ مِنْ أَعْقَابِهِ إِلَى أَخِيهِ الْمَنْصُورِ، ثُمَّ السَّامَانِيَّةُ أَوَّلُ مَنِ اسْتَبَدَّ مِنْهُمْ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ، فَانْتَقَلَ الْمُلْكُ عَنْهُ إِلَى أَخِيهِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ وَأَعْقَابِهِ، ثُمَّ يَعْقُوبُ الصَّفَّارُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ مَلَكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَانْتَقَلَ الْمُلْكُ إِلَى أَخِيهِ عَمْرٍو وَأَعْقَابِهِ، ثُمَّ عِمَادُ الدَّوْلَةِ بْنُ بُوَيْهِ أَوَّلُ مَنْ مَلَكَ مِنْ أَهْلِهِ انْتَقَلَ الْمُلْكُ عَنْهُ إِلَى أَخَوَيْهِ رُكْنِ الدَّوْلَةِ وَعِزِّ الدَّوْلَةِ، ثُمَّ خَلَصَ فِي أَعْقَابِ رُكْنِ الدَّوْلَةِ، (وَمُعِزِّ الدَّوْلَةِ) ، ثُمَّ خَلَصَ فِي أَعْقَابِ رُكْنِ الدَّوْلَةِ، ثُمَّ الدَّوْلَةِ السَّلْجُوقِيَّةِ أَوَّلُ مَنْ مَلَكَ مِنْهُمْ طُغْرُلْبَكُ انْتَقَلَ الْمُلْكُ إِلَى أَوْلَادِ أَخِيهِ دَاوُدَ، ثُمَّ شِيرِكُوهْ هَذَا كَمَا ذَكَرْنَاهُ (انْتَقَلَ الْمُلْكُ إِلَى أَعْقَابِ أَخِيهِ أَيُّوبَ، ثُمَّ إِنَّ صَلَاحَ الدِّينِ لَمَّا أَنْشَأَ الدَّوْلَةَ وَعَظَّمَهَا، وَصَارَ كَأَنَّهُ أَوَّلٌ لَهَا، نُقِلَ الْمُلْكُ إِلَى أَعْقَابِ أَخِيهِ الْعَادِلِ، وَلَمْ يَبْقَ بِيَدِ أَعْقَابِهِ غَيْرُ حَلَبَ) .
وَهَذِهِ أَعْظَمُ الدُّوَلِ الْإِسْلَامِيَّةِ، وَلَوْلَا خَوْفُ التَّطْوِيلِ لَذَكَرْنَا أَكْثَرَ مِنْ هَذَا، وَالَّذِي أَظُنُّهُ السَّبَبُ فِي ذَلِكَ أَنَّ الَّذِي يَكُونُ أَوَّلَ دَوْلَةٍ يُكْثِرُ، وَيَأْخُذُ الْمُلْكَ وَقُلُوبُ مَنْ كَانَ فِيهِ مُتَعَلِّقَةٌ بِهِ فَلِهَذَا يَحْرُمُهُ اللَّهُ أَعْقَابَهُ وَمَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِهِمْ عُقُوبَةً لَهُ.
ذِكْرُ وَقْعَةِ السُّودَانِ بِمِصْرَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي أَوَائِلِ ذِي الْقَعْدَةِ قُتِلَ مُؤْتَمَنُ الْخِلَافَةِ، وَهُوَ خَصِيٌّ كَانَ بِقَصْرِ الْعَاضِدِ، إِلَيْهِ الْحُكْمُ فِيهِ، وَالتَّقَدُّمُ عَلَى جَمِيعِ مَنْ يَحْوِيهِ، فَاتَّفَقَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ عَلَى مُكَاتَبَةِ الْفِرِنْجِ وَاسْتِدْعَائِهِمْ إِلَى الْبِلَادِ، وَالتَّقَوِّي بِهِمْ عَلَى صَلَاحِ الدِّينِ وَمَنْ مَعَهُ، وَسَيَّرُوا الْكُتُبَ مَعَ إِنْسَانٍ يَثِقُونَ بِهِ، وَأَقَامُوا يَنْتَظِرُونَ جَوَابَهُ، وَسَارَ ذَلِكَ الْقَاصِدُ إِلَى الْبِئْرِ الْبَيْضَاءِ، فَلَقِيَهُ إِنْسَانٌ تُرْكُمَانِيٌّ، فَرَأَى (مَعَهُ) نَعْلَيْنِ جَدِيدَيْنِ، فَأَخَذَهُمَا مِنْهُ، وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: لَوْ كَانَا مِمَّا يَلْبَسُهُ هَذَا الرَّجُلُ (لَكَانَا خَلِقَيْنِ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute