ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي جُمَادَى الْأُولَى، أُقِيمَتِ الْجُمْعَةُ فِي الْجَامِعِ الَّذِي بَنَاهُ فَخَرُ الدَّوْلَةِ بْنُ الْمُطَّلَبِ بِقِصَرِ الْمَأْمُونِ غَرْبِيَّ بَغْدَادَ.
وَفِيهَا أَمَرَ صَلَاحُ الدِّينِ بِبِنَاءِ الْمَدْرَسَةِ الَّتِي عَلَى قَبْرِ الشَّافِعِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِمِصْرَ، وَعَمِلَ بِالْقَاهِرَةِ بِيمَارِسْتَانَ، وَوَقَفَ عَلَيْهِمَا الْوُقُوفَ الْعَظِيمَةَ الْكَبِيرَةَ.
وَفِيهَا رَأَيْتُ بِالْمَوْصِلِ خَرُوفَيْنِ بِبَطْنٍ وَاحِدٍ وَرَأْسَيْنِ وَرَقَبَتَيْنِ وَظَهْرَيْنِ وَثَمَانِيَ قَوَائِمَ كَأَنَّهُمَا خَرُوفَانِ بِبَطْنٍ وَاحِدٍ، وَجْهُ أَحَدِهِمَا إِلَى وَجْهِ الْآخَرِ، وَهَذَا مِنَ الْعَجَائِبِ.
وَفِيهَا انْقَضَّ كَوْكَبٌ أَضَاءَتْ لَهُ الْأَرْضُ إِضَاءَةً كَثِيرَةً، وَسُمِعَ لَهُ صَوْتٌ عَظِيمٌ وَبَقِيَ أَثَرُهُ فِي السَّمَاءِ مِقْدَارَ سَاعَةٍ وَذَهَبَ.
[الْوَفَيَاتُ] وَفِيهَا تُوُفِّيَ تَاجُ الدِّينِ أَبُو عَلِيِّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ رَئِيسِ الرُّؤَسَاءِ أَخُو الْوَزِيرِ عَضُدِ الدِّينِ وَزِيرِ الْخَلِيفَةِ.
وَفِيهَا، فِي الْمُحَرَّمِ، تُوُفِّيَ الْقَاضِي كَمَالُ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الشَّهْرَزُورِيُّ، قَاضِي دِمَشْقَ وَجَمِيعِ الشَّامِ، وَإِلَيْهِ الْوُقُوفُ بِهَا وَالدِّيوَانُ، وَكَانَ جَوَّادًا فَاضِلًا رَئِيسًا ذَا عَقْلٍ وَمَعْرِفَةٍ فِي تَدْبِيرِ الدُّوَلِ - رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ -.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute