للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَرْسَلَ الْعَسَاكِرَ عَلَيْهِمْ يَرْمُونَهُمْ بِالنِّشَابِ، فَلَمْ يَبْرَحُوا، وَلَمْ يَتَحَرَّكُوا لِقِتَالٍ، فَأَمَرَ ابْنَيْ أَخِيهِ تَقِيَّ الدِّينِ عُمَرَ وَعِزَّ الدِّينِ فَرُّخْشَاهْ، فَحَمَلَا عَلَى الْفِرِنْجِ فِيمَنْ مَعَهُمَا، فَقَاتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، ثُمَّ إِنَّ الْفِرِنْجَ انْحَازُوا عَلَى حَامِيَتِهِمْ فَنَزَلُوا غَفْرَبَلَا، فَلَمَّا رَأَى صَلَاحُ الدِّينِ مَا قَدْ أَثْخَنَ فِيهِمْ وَفِي بِلَادِهِمْ عَادَ عَنْهُمْ إِلَى دِمَشْقَ.

ذِكْرُ حَصْرِ بَيْرُوتَ

ثُمَّ إِنَّهُ سَارَ عَنْ دِمَشْقَ إِلَى بَيْرُوتَ، فَنَهَبَ بَلَدَهَا، وَكَانَ قَدْ أَمَرَ الْأُسْطُولَ الْمِصْرِيَّ بِالْمَجِيءِ فِي الْبَحْرِ إِلَيْهَا، فَسَارُوا وَنَازَلُوهَا، وَأَغَارُوا عَلَيْهَا وَعَلَى بَلَدِهَا، وَسَارَ صَلَاحُ الدِّينِ فَوَافَاهُمْ وَنَهَبَ مَا لَمْ يَصِلِ الْأُسْطُولُ إِلَيْهِ، وَحَصَرَهَا عِدَّةَ أَيَّامٍ. وَكَانَ عَازِمًا عَلَى مُلَازَمَتِهَا إِلَى أَنْ يَفْتَحَهَا، فَأَتَاهُ الْخَبَرُ وَهُوَ عَلَيْهَا أَنَّ الْبَحْرَ قَدْ أَلْقَى بُطْسَةَ لِلْفِرِنْجِ فِيهَا جَمْعٌ عَظِيمٌ مِنْهُمْ إِلَى دُمْيَاطَ، وَكَانُوا قَدْ خَرَجُوا لِزِيَارَةِ الْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ، فَأَسَرُوا مَنْ بِهَا إِلَى أَنْ غَرِقَ مِنْهُمْ كَثِيرٌ فَكَانَ عِدَّةُ الْأَسْرَى أَلْفًا وَسِتَّمِائَةٍ وَسِتَّةً وَسَبْعِينَ أَسِيرًا، فَضُرِبَتْ بِذَلِكَ الْبَشَائِرُ.

ذِكْرُ عُبُورِ صَلَاحِ الدِّينِ الْفُرَاتَ وَمُلْكِهِ دِيَارَ الْجَزِيرَةِ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَبَرَ صَلَاحُ الدِّينِ الْفُرَاتَ إِلَى الدِّيَارِ الْجَزَرِيَّةِ وَمَلَكَهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>