وَفِيهَا، فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ، وَقَعَ حَرِيقٌ فِي الْحَظَائِرِ بِبَغْدَادَ، وَاحْتَرَقَتْ أَحْطَابٌ كَثِيرَةٌ، وَسَبَبُهُ أَنْ فَقِيهًا بِالْمَدْرَسَةِ النِّظَامِيَّةِ كَانَ يَطْبُخُ طَعَامًا يَأْكُلُهُ، فَغَفَلَ عَنِ النَّارِ وَالطَّبِيخِ، فَعَلَقَتِ النَّارُ وَاتَّصَلَتْ إِلَى الْحَظَائِرِ، فَاحْتَرَقَتْ جَمِيعُهَا، وَاحْتَرَقَ دَرْبُ السِّلْسِلَةِ وَغَيْرُهُ مِمَّا يُجَاوِرُهُ.
وَفِيهَا، فِي شَوَّالٍ، اسْتَوْزَرَ الْخَلِيفَةُ النَّاصِرُ لِدِينِ اللَّهِ أَبَا الْمُظَفَّرِ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ يُونُسَ، وَلَقَبُهُ جَلَالُ الدِّينِ، وَمَشَى أَرْبَابُ الدَّوْلَةِ فِي رِكَابِهِ، حَتَّى قَاضِي الْقُضَاةِ، وَكَانَ ابْنُ يُونُسَ مِنْ شُهُودِهِ، وَكَانَ يَمْشِي وَيَقُولُ: لَعَنَ اللَّهُ طُولَ الْعُمُرِ.
[الْوَفَيَاتُ] وَفِيهَا، فِي الْمُحَرَّمِ، تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمُغِيثِ بْنُ زُهَيْرٍ الْحَرْبِيُّ بِبَغْدَادَ وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ الْحَنَابِلَةِ، قَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ، وَصَنَّفَ كِتَابًا فِي فَضَائِلِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَتَى فِيهِ بِالْعَجَائِبِ، وَقَدْ رَدَّ عَلَيْهِ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا عَدَاوَةٌ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الدَّامَغَانِيِّ، وَوَلِيَ قَضَاءَ الْقُضَاةِ لِلْمُقْتَفِي بَعْدَ مَوْتِ الزَّيْنَبِيِّ، ثُمَّ لِلْمُسْتَنْجِدِ بِاللَّهِ، ثُمَّ عُزِلَ، ثُمَّ أُعِيدَ إِلَى الْمُسْتَضِيءِ بِأَمْرِ اللَّهِ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ الْوَزِيرُ جَلَالُ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ جَمَالِ الدِّينِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ وَزِيرُ صَاحِبِ الْمَوْصِلِ، وَهُوَ الْجَوَادُ ابْنُ الْجَوَادِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مِنْ أَخْبَارِهِ وَأَخْبَارِ أَبِيهِ مَا يُعْلَمُ بِهِ مَحَلُّهُمَا، وَحُمِلَ إِلَى مَدِينَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدُفِنَ بِهَا عِنْدَ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ خَطَّابِ بْنِ ظُفَرَ الشَّيْخِ الصَّالِحِ مِنْ جَزِيرَةِ ابْنِ عُمَرَ، وَكَانَ مِنَ الْأَوْلِيَاءِ أَرْبَابِ الْكَرَامَاتِ، وَصَحِبْتُهُ أَنَا مُدَّةً، فَلَمْ أَرَ مِثْلَهُ حُسْنَ خُلُقٍ وَسَمْتٍ وَكَرَمٍ وَعِبَادَةٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَفِيهَا وَلَدَتِ امْرَأَةٌ مِنْ سَوَادِ بَغْدَادَ بِنْتًا لَهَا أَسْنَانٌ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ نَصْرُ بْنُ فِتْيَانَ بْنِ مَطَرٍ أَبُو الْفَتْحِ بْنِ الْمَنِّيِّ الْفَقِيهِ الْحَنْبَلِيُّ، لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِثْلُهُ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute