خَلْقًا كَثِيرًا، وَسَارَ إِلَيْهِمْ، وَمُقَدَّمُهُمْ حِينَئِذٍ مُعَلَّى بْنُ مَعْرُوفٍ، وَهُمْ قَوْمٌ مِنْ رَبِيعَةَ.
وَكَانَتْ بُيُوتُهُمْ غَرْبِيَّ الْفُرَاتِ تَحْتَ سُورَاءَ، وَمَا يَتَّصِلُ بِذَلِكَ مِنَ الْبَطَائِحِ، وَكَثُرَ فَسَادُهُمْ وَأَذَاهُمْ لِمَا يُقَارِبُهُمْ مِنَ الْقُرَى، وَقَطَعُوا الطَّرِيقَ، وَأَفْسَدُوا فِي النَّوَاحِي الْمُقَارِبَةِ لِبَطِيحَةِ الْعِرَاقِ، فَشَكَا أَهْلُ تِلْكَ الْبِلَادِ إِلَى الدِّيوَانِ مِنْهُمْ، فَأَمَرَ مَعَدًّا أَنْ يَسِيرَ إِلَيْهِمْ فِي الْجُمُوعِ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ، فَاسْتَعَدَّ بَنُو مَعْرُوفٍ لِقِتَالِهِ، فَاقْتَتَلُوا بِمَوْضِعٍ يُعْرَفُ بِالْمَقْبُرِ، وَهُوَ تَلٌّ كَبِيرٌ بِالْبَطِيحَةِ بِقُرْبِ الْعِرَاقِ، وَكَثُرَ الْقَتْلُ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ انْهَزَمَ بَنُو مَعْرُوفٍ، وَكَثُرَ الْقَتْلُ فِيهِمْ وَالْأَسْرُ وَالْغَرَقُ وَأُخِذَتْ أَمْوَالُهُمْ، وَحُمِلَتْ رُءُوسٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الْقَتْلَى إِلَى بَغْدَادَ فِي ذِي الْحِجَّةِ مِنَ السَّنَةِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي الْمُحَرَّمِ، انْهَزَمَ عِمَادُ الدِّينِ زَنْكِي مِنْ عَسْكَرِ بَدْرِ الدِّينِ.
وَفِيهَا، فِي الْعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ، انْهَزَمَ بَدْرُ الدِّينِ مِنْ مُظَفَّرِ الدِّينِ، صَاحِبِ إِرْبِلَ، وَعَادَ مُظَفَّرُ الدِّينِ إِلَى بَلَدِهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ مُسْتَوْفًى فِي سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ.
وَفِيهَا، ثَامِنَ صَفَرٍ، تُوُفِّيَ قُطْبُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ زَنْكِي بْنِ مَوْدُودِ بْنِ زَنْكِي، صَاحِبُ سِنْجَارَ، وَمَلَكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ شَاهِنْشَاهْ.
وَفِيهَا، فِي التَّاسِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ، مَلَكَ الْفِرِنْجُ مَدِينَةَ دِمْيَاطَ، وَقَدْ ذُكِرَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ مَشْرُوحًا.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ افْتِخَارُ الدِّينِ عَبْدُ الْمُطَّلَبِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ، الْفَقِيهُ الْحَنَفِيُّ، رَئِيسُ الْحَنَفِيَّةِ بِحَلَبَ، رَوَى الْحَدِيثَ عَنْ عُمَرَ الْبِسْطَامِيِّ نَزِيلِ بَلْخَ، وَعَنْ أَبِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute