للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَثَالِثُهَا أَنَّ الْفِرِنْجَ قَدْ طَمِعُوا فِي كُرْسِيِّ مَمْلَكَةِ الْبَيْتِ الْعَادِلِيِّ، وَهِيَ مِصْرُ، وَالتَّتَرُ لَمْ يَصِلُوا إِلَيْهَا، وَلَمْ يُجَاوِزُوا شَيْئًا مِنْ بِلَادِهِمْ، وَلَيْسُوا أَيْضًا مِمَّنْ يُرِيدُ الْمُنَازَعَةَ فِي الْمُلْكِ، وَمَا غَرَضُهُمْ إِلَّا النَّهْبُ، وَالْقَتْلُ، وَتَخْرِيبُ الْبِلَادِ، وَالِانْتِقَالُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى آخَرَ.

فَلَمَّا أَتَاهُ رُسُلُ الْكَرَجِ بِمَا ذَكَرْنَاهُ، أَجَابَهُمْ، يَعْتَذِرُ بِالْمَسِيرِ إِلَى مِصْرَ لِدَفْعِ الْفِرِنْجِ، وَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّنِي قَدْ أَقْطَعْتُ وِلَايَةَ خِلَاطَ لِأَخِي، وَسَيَّرْتُهُ إِلَيْهَا لِيَكُونَ بِالْقُرْبِ مِنْكُمْ، وَتَرَكْتُ عِنْدَهُ الْعَسَاكِرَ، فَمَتَى احْتَجْتُمْ إِلَى نُصْرَتِهِ حَضَرَ لِدَفْعِ التَّتَرِ ; وَسَارَ هُوَ إِلَى مِصْرَ كَمَا ذَكَرْنَاهُ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ، مَلَكَ بَدْرُ الدِّينِ قَلْعَةَ تَلِّ أَعْفَرَ.

وَفِيهَا، فِي جُمَادَى الْأُولَى، مَلَكَ الْأَشْرَفُ مَدِينَةَ سِنْجَارَ.

وَفِيهَا أَيْضًا وَصَلَ الْمَوْصِلَ، وَأَقَامَ بِظَاهِرِهَا،. ثُمَّ سَارَ يُرِيدُ إِرْبِلَ لِقَصْدِ صَاحِبِهَا، فَتَرَدَّدَتِ الرُّسُلُ بَيْنَهُمْ فِي الصُّلْحِ، فَاصْطَلَحُوا فِي شَعْبَانَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا جَمِيعُهُ مُفَصَّلًا سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ.

وَفِيهَا وَصَلَ التَّتَرُ الرَّيَّ فَمَلَكُوهَا وَقَتَلُوا كُلَّ مَنْ فِيهَا وَنَهَبُوا وَسَارُوا عَنْهَا، فَوَصَلُوا إِلَى هَمَذَانَ، فَلَقِيَهُمْ رَئِيسُهَا بِالطَّاعَةِ وَالْحِمَلِ، فَأَبْقَوْا عَلَى أَهْلِهَا وَسَارُوا إِلَى أَذْرَبِيجَانَ، فَخَرَّبُوا، وَحَرَقُوا الْبِلَادَ، وَقَتَلُوا، وَسَبَوْا، وَعَمِلُوا مَا لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَيْضًا مُفَصَّلًا.

[الْوَفَيَاتُ] وَفِيهَا تُوُفِّيَ نَصِيرُ الدِّينِ نَاصِرُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْعَلَوِيُّ الَّذِي كَانَ وَزِيرَ الْخَلِيفَةِ، وَصُلِّيَ

<<  <  ج: ص:  >  >>