للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْهُ، فَتَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ لَقِيتُهُ، وَلَحِقَنِي جُنْدُبُ بْنُ زُهَيْرٍ الْغَامِدِيُّ فَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ، قَالَ: وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَعِنْدَهُ رَايَةُ قُرَيْشٍ، وَهُوَ يُقَاتِلُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، وَهُمَا يَتَصَاوَلَانِ تَصَاوُلَ الْفَحْلَيْنِ، فَتَعَاوَرْنَاهُ فَقَتَلْنَاهُ. قَالَ: وَأَخَذَ الْخِطَامَ الْأَسْوَدُ بْنُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، فَقُتِلَ، وَهُوَ قِرْشِيٌّ أَيْضًا، وَأَخْذَهُ عَمْرُو بْنُ الْأَشْرَفِ فَقُتِلَ، وَقُتِلَ مَعَهُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ أَزْدِيٌّ، وَجُرِحَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَجُرِحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ سَبْعًا وَثَلَاثِينَ جِرَاحَةً مِنْ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ، قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ يَوْمِ الْجَمَلِ، مَا يَنْهَزِمُ مِنَّا أَحَدٌ، وَمَا نَحْنُ إِلَّا كَالْجَبَلِ الْأَسْوَدِ، وَمَا يَأْخُذُ بِخِطَامِ الْجَمَلِ أَحَدٌ إِلَّا قُتِلَ حَتَّى ضَاعَ الْخِطَامُ، وَنَادَى عَلِيٌّ: اعْقِرُوا الْجَمَلَ فَإِنَّهُ إِنْ عُقِرَ تَفَرَّقُوا، فَضَرَبَهُ رَجُلٌ فَسَقَطَ، فَمَا سَمِعْتُ صَوْتًا قَطُّ أَشَدَّ مِنْ عَجِيجِ الْجَمَلِ. وَكَانَتْ رَايَةُ الْأَزْدِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ مَعَ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ فَقُتِلَ وَأَخَذَهَا الصَّقْعَبُ، وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمٍ فَقُتِلَ، وَأَخَذَهَا الْعَلَاءُ بْنُ عُرْوَةَ، فَكَانَ الْفَتْحُ وَهِيَ بِيَدِهِ. وَكَانَتْ رَايَةُ عَبْدِ الْقَيْسِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ مَعَ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمٍ فَقُتِلَ، وَقُتِلَ مَعَهُ زَيْدٌ وَسَيْحَانُ ابْنَا صُوحَانَ، وَأَخَذَهَا عِدَّةُ نَفَرٍ فَقُتِلُوا، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُقَيَّةَ، ثُمَّ أَخَذَهَا مُنْقِذُ بْنُ النُّعْمَانِ، فَدَفَعَهَا إِلَى ابْنِهِ مُرَّةَ بْنَ مُنْقِذٍ، فَانْقَضَتِ الْحَرْبُ وَهِيَ فِي يَدِهِ. وَكَانَتْ رَايَةُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ فِي بَنِي ذُهْلٍ، مَعَ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ الذُّهْلِيِّ، فَأَقْدَمَ وَقَالَ: يَا مَعْشَرَ بِكْرٍ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ لَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِثْلَ مَنْزِلَةِ صَاحِبِكُمْ [فَانْصُرُوهُ] ، فَتَقَدَّمَ وَقَاتَلَهُمْ فَقُتِلَ ابْنُهُ وَخَمْسَةٌ مِنْ بَنِي أَهْلِهِ، وَقُتِلَ الْحَارِثُ فَقِيلَ فِيهِ:

أَنْعَى الرَّئِيسَ الْحَارْثَ بْنَ حَسَّانْ ... لِآلِ ذُهْلٍ وَلِآلِ شَيْبَانْ

وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ذُهْلٍ:

تَنْعَى لَنَا خَيْرَ امْرِئٍ مِنْ عَدْنَانْ ... عِنْدَ الطِّعَانِ وَنِزَالِ الْأَقْرَانْ

وَقَالَ أَخُوهُ بِشْرُ بْنُ حَسَّانَ:

أَنَا ابْنُ حَسَّانَ بْنِ خُوطٍ وَأَبِي ... رَسُولُ بَكْرٍ كُلِّهَا إِلَى النَّبِي

وَقُتِلَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي مَحْدُوجٍ، وَقُتِلَ مِنْ بَنِي ذُهْلٍ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا، وَقَالَ رَجُلٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>