للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِأَخِيهِ وَهُوَ يُقَاتِلُ: يَا أَخِي مَا أَحْسَنَ قِتَالَنَا إِنْ كُنَّا عَلَى الْحَقِّ! قَالَ: فَإِنَّا عَلَى الْحَقِّ، إِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا يَمِينًا وَشِمَالًا، وَإِنَّا تَمَسَّكْنَا بِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا، فَقَاتَلَا حَتَّى قُتِلَا. وَجُرِحَ يَوْمَئِذٍ عُمَيْرُ بْنُ الْأَهْلَبِ الضَّبِّيُّ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ وَهُوَ فِي الْجَرْحَى يَفْحَصُ بِرِجْلَيْهِ وَيَقُولُ:

لَقَدْ أَوْرَدَتْنَا حَوْمَةَ الْمَوْتِ أَمُّنَا ... فَلَمْ نَنْصَرِفْ إِلَّا وَنَحْنُ رِوَاءُ

لَقَدْ كَانَ فِي نَصْرِ ابْنِ ضَبَّةَ أُمَّهُ ... وَشِيعَتَهَا مَنْدُوحَةٌ وَغَنَاءُ

أَطَعْنَا قُرَيْشًا (ضِلَّةً مِنْ) حُلُومِنَا ... وَنُصْرَتُنَا أَهْلَ الْحِجَازِ عَنَاءُ

أَطَعْنَا بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ شِقْوَةً ... وَهَلْ تَيْمٌ إِلَّا أَعْبُدٌ وَإِمَاءُ

فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: ادْنُ مِنِّي فَلَقِّنِي فَبِي صَمَّمٌ. فَدَنَا مِنْهُ الرَّجُلُ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ فَعَضَّ أُذُنَهُ فَقَطَعَهَا.

وَقِيلَ فِي عَقْرِ الْجَمَلِ: إِنَّ الْقَعْقَاعَ لَقِيَ الْأَشْتَرَ وَقَدْ عَادَ مِنَ الْقِتَالِ عِنْدَ الْجَمَلِ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي الْعَوْدِ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ. فَقَالَ: يَا أَشْتَرُ بَعْضُنَا أَعْلَمُ بِقِتَالِ بَعْضٍ مِنْكَ، وَحَمَلَ الْقَعْقَاعُ وَالزِّمَامُ مَعَ زُفَرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ أَخَذَ الْخِطَامَ، فَلَمْ يَبْقَ شَيْخٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ إِلَّا أُصِيبَ قُدَّامَ الْجَمَلِ، وَزُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ:

يَا أُمَّتَا مِثْلُكِ لَا يُرَاعْ ... كُلُّ بَنِيكِ بَطَلٌ شُجَاعْ

لَيْسَ بِوِهْوَاهٍ وَلَا بِرَاعٍ

وَقَالَ الْقَعْقَاعُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>