للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رِبْعِيَّ بْنَ كَاسٍ الْعَنْبَرِيَّ، وَمَعَهُ الْحُصَيْنُ بْنُ أَبِي الْحُرِّ الْعَنْبَرِيُّ، فَلَمَّا وَرَدَ سِجِسْتَانَ قَاتَلَهُمْ حَسَكَةُ وَقَتَلُوهُ، وَضَبَطَ رِبْعِيٌّ الْبِلَادَ، وَكَانَ فَيْرُوزُ حُصَيْنٍ يُنْسَبُ إِلَى الْحُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ هَذَا، وَهُوَ مِنْ سِجِسْتَانَ.

ذكر قَتْلِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ، وَكَانَ أَبُوهُ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ قَدْ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، وَتَرَكَ ابْنَهُ مُحَمَّدًا هَذَا، فَكَفَلَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانٍ وَأَحْسَنَ تَرْبِيَتَهُ، وَكَانَ فِيمَا قِيلَ: أَصَابَ شَرَابًا فَحَدَّهُ عُثْمَانُ، ثُمَّ تَنَسَّكَ مُحَمَّدٌ وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ، وَطَلَبَ مِنْ عُثْمَانَ أَنْ يُوَلِّيَهُ عَمَلًا، فَقَالَ: لَوْ كُنْتَ أَهْلًا لِذَلِكَ لَوَلَّيْتُكَ. فَقَالَ لَهُ: إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي غَزْوِ الْبَحْرِ فَأْذَنْ [لِي] فِي إِتْيَانِ مِصْرَ، فَأَذِنَ لَهُ وَجَهَّزَهُ، فَلَمَّا قَدِمَهَا رَأَى النَّاسُ عِبَادَتَهُ فَلَزِمُوهُ وَعَظَّمُوهُ، وَغَزَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ غَزْوَةَ الصَّوَارِي.

وَكَانَ مُحَمَّدٌ يَعِيبُهُ وَيَعِيبُ عُثْمَانَ بِتَوْلِيَتِهِ وَيَقُولُ: اسْتَعْمَلَ رَجُلًا أَبَاحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَمَهُ. فَكَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى عُثْمَانَ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ أَفْسَدَ عَلَيَّ الْبِلَادَ هُوَ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا ابْنُ أَبِي بَكْرٍ فَإِنَّهُ يُوهَبُ لِأَبِيهِ وَلِعَائِشَةَ، وَأَمَّا ابْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ فَإِنَّهُ ابْنِي وَابْنُ أَخِي وَتَرْبِيَتِي وَهُوَ فَرْخُ قُرَيْشٍ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ هَذَا الْفَرْخَ قَدِ اسْتَوَى رِيشُهُ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ يَطِيرَ. فَبَعَثَ عُثْمَانُ إِلَى ابْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ بِثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَبِجَمَلٍ عَلَيْهِ كُسْوَةٌ،

<<  <  ج: ص:  >  >>