أَبَا بَكْرٍ، وَاسْتَخْلَفَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ، فَأَحْسَنَا السِّيرَةَ وَعَدَلَا، وَقَدْ وَجَدْنَا عَلَيْهِمَا أَنْ تَوَلَّيَا الْأُمُورَ وَنَحْنُ آلُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَغَفَرْنَا ذَلِكَ لَهُمَا، وَوَلَّى النَّاسُ عُثْمَانَ فَعَمِلَ بِأَشْيَاءَ عَابَهَا النَّاسُ فَسَارُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَتَانِي النَّاسُ فَقَالُوا لِي: بَايِعْ، فَأَبَيْتُ، فَقَالُوا: بَايِعْ، فَإِنَّ الْأُمَّةَ لَا تَرْضَى إِلَّا بِكَ، وَإِنَّا نَخَافُ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ أَنْ يَتَفَرَّقَ النَّاسُ، فَبَايَعْتُهُمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا شِقَاقُ رَجُلَيْنِ بَايَعَانِي، وَخِلَافُ مُعَاوِيَةَ الَّذِي لَمْ يُجْعَلْ لَهُ سَابِقَةٌ فِي الدِّينِ، وَلَا سَلَفُ صِدْقٍ فِي الْإِسْلَامِ، طَلِيقُ ابْنُ طَلِيقٍ، حِزْبٌ مِنَ الْأَحْزَابِ، لَمْ يَزَلْ حَرْبًا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ هُوَ وَأَبُوهُ، حَتَّى دَخَلَا فِي الْإِسْلَامِ كَارِهَيْنِ، وَلَا عَجَبَ إِلَّا مِنَ اخْتِلَافِكُمْ مَعَهُ وَانْقِيَادِكُمْ لَهُ، وَتَتْرُكُونَ آلَ بَيْتِ نَبِيِّكُمُ الَّذِينَ لَا يَنْبَغِي لَكُمْ شِقَاقُهُمْ وَلَا خِلَافُهُمْ! أَلَا إِنِّي أَدْعُوكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ، وَإِمَاتَةِ الْبَاطِلِ، وَإِحْيَاءِ الْحَقِّ، وَمَعَالِمِ الدِّينِ! أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِلْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَا: تَشْهَدُ أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُومًا؟ فَقَالَ لَهُمَا: لَا أَقُولُ إِنَّهُ قُتِلَ مَظْلُومًا وَلَا ظَالِمًا. قَالَا: فَمَنْ لَمْ يَزْعُمْ أَنَّهُ قُتِلَ مَظْلُومًا فَنَحْنُ مِنْهُ بُرَآءٌ. وَانْصَرَفَا، فَقَالَ عَلِيٌّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: ٨٠] إِلَى قَوْلِهِ: {فَهُمْ مُسْلِمُونَ} [النمل: ٨١] . ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: لَا يَكُنْ هَؤُلَاءِ فِي الْجِدِّ فِي ضَلَالِهِمْ أَجَدَّ مِنْكُمْ فِي الْجِدِّ فِي حَقِّكُمْ وَطَاعَةِ رَبِّكُمْ.
فَتَنَازَعَ عَامِرُ بْنُ قَيْسٍ الْحِذْمِرِيُّ ثُمَّ الطَّائِيُّ، وَعَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الطَّائِيُّ فِي الرَّايَةِ بِصِفِّينَ، وَكَانَتْ حِذْمِرُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ رَهْطِ حَاتِمٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ الْبَوْلَانِيُّ عِنْدَ عَلِيٍّ: يَا بَنِي حِذْمِرَ أَعْلَى عَدِيٍّ تَتَوَثَّبُونَ، وَهَلْ فِيكُمْ وَفِي آبَائِكُمْ مِثْلُ عَدِيٍّ وَأَبِيهِ؟
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute