أَلَيْسَ بِحَامِي الْقَرْيَةِ وَمَانِعِ الْمَاءِ يَوْمَ رَوِيَّةَ؟ أَلَيْسَ ابْنَ ذِي الْمِرْبَاعِ، وَابْنَ جَوَادِ الْعَرَبِ، وَابْنَ الْمُنْهَبِ مَالُهُ، وَمَانِعَ جَارِهِ، وَمَنْ لَمْ يَغْدِرْ وَلَمْ يَفْجُرْ، وَلَمْ يَبْخَلْ، وَلَمْ يَمْنُنْ وَلَمْ يَجْبُنْ؟ هَاتُوا فِي آبَائِكُمْ مِثْلَ أَبِيهِ، أَوَفِيكُمْ مِثْلُهُ، أَلَيْسَ أَفْضَلَكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، وَوَافِدَكُمْ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ أَلَيْسَ بِرَأْسِكُمْ يَوْمَ النُّخَيْلَةِ وَيَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَيَوْمَ الْمَدَائِنِ وَيَوْمَ جَلُولَاءَ وَيَوْمَ نَهَاوَنْدَ وَيَوْمَ تُسْتَرَ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: حَسْبُكَ يَا ابْنَ خَلِيفَةَ. وَقَالَ عَلِيٌّ: لِتَحْضُرْ جَمَاعَةُ طَيِّءٍ. فَأَتَوْهُ، فَقَالَ: مَنْ كَانَ رَأْسُكُمْ فِي هَذِهِ الْمَوَاطِنِ؟ قَالُوا: عَدِيٌّ. فَقَالَ ابْنُ خَلِيفَةَ: سَلْهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَيْسُوا رَاضِينَ بِرِيَاسَةِ عَدِيٍّ؟ فَفَعَلَ، فَقَالُوا: بَلَى. فَقَالَ عَلِيٌّ: فَعَدِيٌّ أَحَقُّكُمْ بِالرَّايَةِ، وَأَخَذَهَا. فَلَمَّا كَانَ أَيَّامُ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ طَلَبَ زِيَادٌ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَلِيفَةَ لِيَبْعَثَهُ مَعَ حُجْرٍ، فَسَارَ إِلَى الْجَبَلَيْنِ، وَوَعَدَهُ عَدِيٌّ أَنْ يَرُدَّهُ وَأَنْ يَسْأَلَ فِيهِ، فَطَالَ عَلَيْهِ ذَلِكَ، فَقَالَ شِعْرًا، مِنْهُ:
أَتَنْسَى بَلَائِي سَادِرًا يَا ابْنَ حَاتِمٍ ... عَشِيَّةَ مَا أَغْنَتْ عَدِيُّكَ حِذْمِرَا
فَدَافَعْتُ عَنْكَ الْقَوْمَ حَتَّى تَخَاذَلُوا ... وَكُنْتُ أَنَا الْخَصْمَ الْأَلَدَّ الْعَذْوَرَا
فَوَلَّوْا وَمَا قَامُوا مَقَامِي كَأَنَّمَا ... رَأَوْنِي لَيْثًا بِالْأَبَاءَةِ مُخْدِرَا
نَصَرْتُكَ إِذْ خَامَ الْقَرِيبُ وَأَبْعَدَ الْ ... بَعِيدُ وَقَدْ أُفْرِدْتَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا
فَكَانَ جَزَائِي أَنْ أُجَرِّرَ بَيْنَكُمْ ... سَحِيبًا وَأَنْ أُولَى الْهَوَانَ وَأُوسَرَا
وَكَمْ عِدَةٍ لِي مِنْكَ أَنَّكَ رَاجِعِي ... فَلَمْ تُغْنِ بِالْمِيعَادِ عَنِّي حَبْتَرًا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute