للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَلَا أَبْلِغَا بِشْرَ بْنَ عِصْمَةَ أَنَّنِي ... شُغِلْتُ وَأَلْهَانِي الَّذِينَ أُمَارِسُ

وَصَادَفْتَ مِنِّي غِرَّةً وَأَصَبْتَهَا ... كَذَلِكَ وَالْأَبْطَالُ مَاضٍ وَحَابِسُ

وَحَمَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الطُّفَيْلِ الْبَكَّائِيُّ عَلَى أَهْلِ الشَّامِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ حَمَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مَنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ قَيْسُ بْنُ مُرَّةً مِمَّنْ لَحِقَ بِمُعَاوِيَةَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَوَضَعَ الرُّمْحَ بَيْنَ كَتِفَيْ عَبْدِ اللَّهِ، وَاعْتَرَضَهُ ابْنُ عَمٍّ لِعَبْدِ اللَّهِ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَوَضَعَ الرُّمْحَ بَيْنَ كَتِفَيِ التَّمِيمِيِّ، فَقَالَ لَهُ: وَاللَّهِ لَئِنْ (طَعَنْتَهُ لَأَطْعَنُكَ! فَقَالَ لَهُ: عَلَيْكَ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ إِنْ) رَفَعْتُ الرُّمْحَ عَنْ ظَهْرِ صَاحِبِكَ لَتَرْفَعَنَّ سِنَانَكَ عَنِّي! قَالَ: نَعَمْ. فَرَفَعَ التَّمِيمِيُّ سِنَانَهُ، وَرَفَعَ يَزِيدُ سِنَانَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ إِلَى الْكُوفَةِ عَتَبَ يَزِيدُ عَلَى ابْنِ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ [لَهُ] :

أَلَمْ تَرْنِي حَامَيْتُ عَنْكَ مُنَاصِحًا ... بِصِفِّينَ إِذْ خَلَّاكَ كُلُّ حَمِيمِ

وَنَهْنَهْتُ عَنْكَ الْحَنْظَلِيَّ وَقَدْ أَتَى ... عَلَى سَابِحٍ ذِي مَيْعَةٍ وَهَزِيمِ

وَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْ آلِ عَكَّ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَسْأَلُ الْمُبَارَزَةَ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ قَيْسُ بْنُ فَهْدَانَ الْكِنْدِيُّ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ [الْعَكِّيُّ] وَتَجَاوَلَا سَاعَةً، ثُمَّ طَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ، وَقَالَ:

لَقَدْ عَلِمَتْ عَكٌّ بِصِفِّينَ أَنَّنَا ... إِذَا الْتَقَتِ الْخِيلَانِ نَطْعَنُهَا شَزْرَا

<<  <  ج: ص:  >  >>