للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَنَحْمِلُ رَايَاتِ الطِّعَانِ بِحَقِّهَا

فَنُورِدُهَا بِيضًا وَنُصْدِرُهَا حُمْرَا

وَخَرَجَ قَيْسُ بْنُ يَزِيدَ، وَهُوَ مِمَّنْ فَرَّ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَبُو الْعَمَرَّطَةَ بْنُ يَزِيدَ، فَتَعَارَفَا فَتَوَاقَفَا، ثُمَّ انْصَرَفَا، وَأَخْبَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَّهُ لَقِيَ أَخَاهُ. وَقَاتَلَتْ طَيِّءٌ يَوْمَئِذٍ قِتَالًا شَدِيدًا، فَعُبِّيَتْ لَهُمْ جُمُوعٌ، فَأَتَاهُمْ حُمْرَةُ بْنُ مَالِكٍ الْهَمْدَانِيُّ، فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ، وَكَانَ شِيعِيًّا شَاعِرًا خَطِيبًا: نَحْنُ طَيِّءُ السَّهْلِ، وَطَيِّءُ الرَّمْلِ، وَطَيِّءُ الْجَبَلِ، الْمَمْنُوعِ ذِي النَّخْلِ، نَحْنُ طَيِّءُ الرِّمَاحِ، وَطَيِّءُ الْبِطَاحِ، فُرْسَانُ الصَّبَاحِ. فَقَالَ حُمْرَةُ بْنُ مَالِكٍ: إِنَّكَ لَحَسَنُ الثَّنَاءِ عَلَى قَوْمِكَ. وَاقْتَتَلَ النَّاسُ قِتَالًا شَدِيدًا، فَنَادَاهُمْ: يَا مَعْشَرَ طَيِّءٍ، فِدًى لَكُمْ طَارِفِي وَتَالِدِي! قَاتِلُوا عَلَى الدِّينِ وَالْأَحْسَابِ. وَحَمَلَ بِشْرُ بْنُ الْعَسُوسِ فَقَاتَلَ، فَفُقِئَتْ عَيْنُهُ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ:

أَلَا لَيْتَ عَيْنِي هَذِهِ مِثْلُ هَذِهِ ... وَلَمْ أَمْشِ فِي الْأَحْيَاءِ إِلَّا بِقَائِدِ

وَيَا لَيْتَ رِجْلِي ثَمَّ طُنَّتْ بِنِصْفِهَا ... وَيَا لَيْتَ كَفِّي ثَمَّ طَاحَتْ بِسَاعِدِي

وَيَا لَيْتَنِي لَمْ أَبْقَ بَعْدَ مُطَرِّفٍ ... وَسَعْدٍ وَبَعْدَ الْمُسْتَنِيرِ بْنِ خَالِدِ

فَوَارِسَ لَمْ تَغْذُ الْحَوَاضِنُ مِثْلَهُمْ ... إِذَا الْحَرْبُ أَبْدَتْ عَنْ خِدَامِ الْخَرَائِدِ

وَقَاتَلَتِ النَّخَعُ يَوْمَئِذٍ قِتَالًا شَدِيدًا، فَأُصِيبَ مِنْهُمْ حَيَّانُ (وَبَكْرٌ ابْنَا هَوْذَةَ، وَشُعَيْبُ بْنُ

<<  <  ج: ص:  >  >>