قَدْ عَلِمَتْ جَارِيَةٌ عَبْسِيَّهْ ... نَاعِمَةٌ فِي أَهْلِهَا مَكْفِيِّهْ
أَنِّي سَأَحْمِي ثُلْمَتَيِ الْعَشِيَّهْ
فَحَمَلَ عَلَيْهِ قَيْسٌ أَيْضًا فَقَتَلَهُ، فَقَالَ النَّاسُ:
الْقَرْمُ يَحْمِي شَوْلَهُ مَعْقُولَا
اقْتَتَلَتْ هَمْدَانُ يَوْمًا وَرَجُلْ ... اقْتَتَلُوا مِنْ غُدْوَةٍ حَتَّى الْأُصُلْ
فَفَتَحَ اللَّهُ لِهَمْدَانَ الرَّجُلْ
ذكر مَقْتَلِ ذِي الثُّدَيَّةِ
قَدْ رَوَى جَمَاعَةٌ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ قَبْلَ ظُهُورِ الْخَوَارِجِ، أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، عَلَامَتُهُمْ رَجُلٌ مُخَدَّجُ الْيَدِ، سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ مِرَارًا، فَلَمَّا خَرَجَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ، سَارَ بِهِمْ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ، وَكَانَ مِنْهُ مَعَهُمْ مَا كَانَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَلْتَمِسُوا الْمُخَدَّجَ فَالْتَمَسُوهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا نَجِدُهُ، حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ: مَا هُوَ فِيهِمْ، وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَفِيهِمْ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ! ثُمَّ إِنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَبَشَّرَهُ (فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ) قَدْ وَجَدْنَاهُ. وَقِيلَ: بَلْ خَرَجَ عَلِيٌّ فِي طَلَبِهِ قَبْلَ أَنْ يُبَشِّرَهُ الرَّجُلُ، وَمَعَهُ سُلَيْمُ بْنُ ثُمَامَةَ الْحَنَفِيُّ، وَالرَّيَّانُ بْنُ صَبْرَةَ، فَوَجَدَهُ فِي حُفْرَةٍ عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ، فِي خَمْسِينَ قَتِيلًا، فَلَمَّا اسْتَخْرَجَهُ نَظَرَ إِلَى عَضُدِهِ، فَإِذَا لَحْمٌ مُجْتَمِعٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute