فِي أَبْيَاتٍ غَيْرِ هَذِهِ، وَقَالَ جَرِيرٌ:
غَدَرْتُمْ بِالزُّبَيْرِ فَمَا وَفَيْتُمْ ... وَفَاءَ الْأَزْدِ إِذْ مَنَعُوا زِيَادَا
فَأَصْبَحَ جَارُهُمْ بِنَجَاةِ عِزٍّ ... وَجَارُ مُجَاشِعٍ أَمْسَى رَمَادَا
فَلَوْ عَاقَدْتَ حَبْلَ أَبِي سَعِيدٍ ... لَذَادَ الْقَوْمَ مَا حَمَلَ النِّجَادَا
وَأَدْنَى الْخَيْلَ مِنْ رَهَجِ الْمَنَايَا ... وَأَغْشَاهَا الْأَسِنَّةَ وَالصِّعَادَا
جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ: بِالْجِيمِ وَالْيَاءِ تَحْتَهَا نُقْطَتَانِ. وَحَارِثَةُ بْنُ بَدْرٍ: بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَبَعْدَهَا ثَاءٌ مُثَلَّثَةٌ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ: بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالزَّايِ. (وَالْمُثَنَّى بْنُ مُخَرِّبَةَ: بِضَمِّ الْمِيمِ، وَفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَكَسْرِ الرَّاءِ الْمُشَدَّدَةِ، وَآخِرُهُ بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ) .
ذكر خَبَرِ الْخِرِّيتِ بْنِ رَاشِدٍ وَبَنِي نَاجِيَةَ
قِيلَ: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أَظْهَرَ الْخِرِّيتُ بْنُ رَاشِدٍ النَّاجِيُّ الْخِلَافَ عَلَى عَلِيٍّ، فَجَاءَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ مَعَهُ ثَلَاثُمِائَةٍ مِنْ بَنِي نَاجِيَةَ خَرَجُوا مَعَ عَلِيٍّ مِنَ الْبَصْرَةِ، فَشَهِدُوا مَعَهُ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ، وَأَقَامُوا مَعَهُ بِالْكُوفَةِ إِلَى هَذَا الْوَقْتِ، فَحَضَرَ عِنْدَ عَلِيٍّ فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا فَقَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ، وَاللَّهِ لَا أُطِيعُ أَمْرَكَ وَلَا أُصَلِّي خَلْفَكَ، وَإِنِّي غَدًا مُفَارِقٌ لَكَ - وَذَلِكَ بَعْدَ تَحْكِيمِ الْحَكَمَيْنِ -. فَقَالَ لَهُ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! إِذًا تَعْصِي رَبَّكَ، وَتَنْكُثُ عَهْدَكَ، وَلَا تَضُرُّ إِلَّا نَفْسَكَ! خَبِّرْنِي لِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: لِأَنَّكَ حَكَّمْتَ وَضَعُفْتَ عَنِ الْحَقِّ، وَرَكَنْتَ إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا، فَأَنَا عَلَيْكَ زَارٍ، وَعَلَيْهِمْ نَاقِمٌ، وَلَكُمْ جَمِيعًا مُبَايِنٌ. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: هَلُمَّ أُدَارِسُكَ الْكِتَابَ، وَأُنَاظِرُكَ فِي السُّنَنِ، وَأُفَاتِحُكَ أُمُورًا أَنَا أَعْلَمُ بِهَا مِنْكَ، فَلَعَلَّكَ تَعْرِفُ مَا أَنْتَ لَهُ الْآنَ مُنْكِرٌ، قَالَ: فَإِنِّي عَائِدٌ إِلَيْكَ. قَالَ: لَا يَسْتَهْوِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ، وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الْجُهَّالُ، وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَرْشَدْتَنِي وَقَبِلْتَ مِنِّي لَأَهْدِيَنَّكَ سَبِيلَ الرَّشَادِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute