للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَى كُلٍّ مَنْ مَرَّ بِهِ مِمَّنْ هُوَ فِي طَاعَةِ عَلِيٍّ مِنَ الْأَعْرَابِ، (وَأَرْسَلَ ثَلَاثَةَ آلَافِ رَجُلٍ مَعَهُ، فَسَارَ النَّاسُ، وَأَخَذَ الْأَمْوَالَ وَمَضَى إِلَى الثَّعْلَبِيَّةِ، وَقَتَلَ وَأَغَارَ عَلَى مَسْلَحَةِ عَلِيٍّ، وَانْتَهَى إِلَى الْقَطْقَطَانَةِ. فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا) أَرْسَلَ إِلَيْهِ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَأَعْطَاهُمْ خَمْسِينَ دِرْهَمًا خَمْسِينَ دِرْهَمًا، فَلَحِقَ الضَّحَّاكُ بِتَدْمُرَ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ تِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَقُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ رَجُلَانِ، وَحَجَزَ بَيْنِهِمَا اللَّيْلُ، فَهَرَبَ الضَّحَّاكُ وَأَصْحَابُهُ، وَرَجَعَ حُجْرٌ وَمَنْ مَعَهُ.

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ سَارَ مُعَاوِيَةُ بِنَفْسِهِ حَتَّى شَارَفَ دِجْلَةَ ثُمَّ نَكَصَ رَاجِعًا.

وَاخْتُلِفَ فِيمَنْ حَجَّ [بِالنَّاسِ] هَذِهِ السَّنَةَ، فَقِيلَ: حَجَّ بِالنَّاسِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ مِنْ قِبَلِ عَلِيٍّ، وَقِيلَ: بَلْ حَجَّ عَبْدُ اللَّهِ أَخُوهُ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ لَمْ يَحُجَّ فِي خِلَافَةِ عَلِيٍّ، وَإِنَّمَا كَانَ عَلَى هَذِهِ السَّنَةِ عَلَى الْحَجِّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ يَزِيدَ بْنَ شَجَرَةَ الرَّهَاوِيَّ، فَاخْتَلَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَيَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ وَاتَّفَقَا عَلَى أَنْ يَحُجَّ بِالنَّاسِ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ، وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي حَجَّ مِنْ جَانِبِ عَلِيٍّ قُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَكَانَ عُمَّالُ عَلِيٍّ عَلَى الْبِلَادِ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ.

ذكر مَسِيرِ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ إِلَى مَكَّةَ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ دَعَا مُعَاوِيَةُ يَزِيدَ بْنَ شَجَرَةَ الرَّهَاوِيَّ - وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ - فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوَجِّهَكَ إِلَى مَكَّةَ لِتُقِيمَ لِلنَّاسِ الْحَجَّ، وَتَأْخُذَ لِيَ الْبَيْعَةَ بِمَكَّةَ، وَتَنْفِيَ عَنْهَا عَامِلَ عَلِيٍّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>