للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَا مَنْ أَحَسَّ بُنَيَّيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا ... كَالدُّرَّتَيْنِ تَشَظَّى عَنْهُمَا الصَّدَفُ

يَا مَنْ أَحَسَّ بُنَيَّيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا ... مُخُّ الْعِظَامِ فَمُخِّي الْيَوْمَ مُزْدَهَفُ

يَا مَنْ أَحَسَّ بُنَيَّيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا ... قَلْبِي وَسَمْعِي فَقَلْبِي الْيَوْمَ مُخْتَطَفُ

مِنْ ذُلِّ وَالِهَةٍ حَيْرَى مُدَلَّهَةٍ ... عَلَى صَبِيَّيْنِ ذُلَّا إِذْ غَدَا السَّلَفُ

نُبِّئْتُ بُسْرًا وَمَا صَدَّقْتُ مَا زَعَمُوا ... مِنْ إِفْكِهِمْ وَمِنَ الْقَوْلِ الَّذِي اقْتَرَفُوا

أَحَنَى عَلَى وَدِجَيْ إبْنَيَّ مُرْهَفَةً ... مِنَ الشِّفَارِ، كَذَاكَ الْإِثْمُ يُقْتَرَفُ

وَهِيَ أَبْيَاتٌ مَشْهُورَةٌ، فَلَمَّا سَمِعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِقَتْلِهِمَا جَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا وَدَعَا عَلَى بُسْرٍ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اسْلُبْهُ دِينَهُ وَعَقْلَهُ! فَأَصَابَهُ ذَلِكَ وَفَقَدَ عَقْلَهُ، فَكَانَ يَهْذِي بِالسَّيْفِ وَيَطْلُبُهُ فَيُؤْتَى بِسَيْفٍ مِنْ خَشَبٍ، وَيُجْعَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ زِقٌّ مَنْفُوخٌ، فَلَا يَزَالُ يَضْرِبُهُ، وَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى مَاتَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>