(قَوْلُ مَنْ قَالَ هَذَا: إِنَّ زِيَادًا عَنَى ابْنَ عَبَّاسٍ، وَهْمٌ لِأَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ فَارَقَ عَلِيًّا فِي حَيَاتِهِ) .
وَقِيلَ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ أَرْسَلَ هَذَا إِلَى زِيَادٍ فِي حَيَاةِ عَلِيٍّ، فَقَالَ زِيَادٌ هَذِهِ الْمَقَالَةَ وَعَنَى بِهَا عَلِيًّا. وَكَتَبَ زِيَادٌ إِلَى عَلِيٍّ يُخْبِرُهُ بِمَا كَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ، فَأَجَابَهُ بِمَا هُوَ مَشْهُورٌ، (وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي اسْتِلْحَاقِ مُعَاوِيَةَ زِيَادًا) .
(كُلُّ مَا فِي هَذَا الْخَبَرِ بُسْرٌ فَهُوَ بِضَمِّ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ السَّاكِنَةِ) .
ذِكْرُ وِلَايَةِ ابْنِ عَامِرٍ الْبَصْرَةَ لِمُعَاوِيَةَ
ثُمَّ أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يُوَلِّيَ عُتْبَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ الْبَصْرَةَ، فَكَلَّمَهُ ابْنُ عَامِرٍ وَقَالَ لَهُ: إِنَّ لِي بِالْبَصْرَةِ وَدَائِعَ وَأَمْوَالًا، فَإِنْ لَمْ تُوَلِّنِي عَلَيْهَا ذَهَبَتْ. فَوَلَّاهُ الْبَصْرَةَ. فَقَدِمَهَا فِي آخِرِ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ، وَجَعَلَ إِلَيْهِ خُرَاسَانَ وَسَجِسْتَانَ، فَجَعَلَ عَلَى شُرْطَتِهِ حَبِيبَ بْنَ شِهَابٍ، وَعَلَى الْقَضَاءِ عَمِيرَةَ بْنَ يَثْرِبِيٍّ أَخَا عَمْرٍو، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي وَقْعَةِ الْجَمَلِ أَنَّ عَمِيرَةَ قُتِلَ فِيهَا، وَقِيلَ عَمْرٌو هُوَ الْمَقْتُولُ، (وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ) .
ذِكْرُ وِلَايَةِ قَيْسِ بْنِ الْهَيْثَمِ خُرَاسَانَ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ اسْتَعْمَلَ ابْنُ عَامِرٍ قَيْسَ بْنَ الْهَيْثَمِ السُّلَمِيَّ عَلَى خُرَاسَانَ، وَكَانَ أَهْلُ بِاذَغِيسَ وَهَرَاةَ وَبُوشَنْجَ قَدْ نَكَثُوا، فَسَارَ إِلَى بَلْخَ فَأَخْرَبَ نُوبَهَارَهَا، كَانَ الَّذِي تَوَلَّى ذَلِكَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ، وَهُوَ الْخُشْكُ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ عَطَاءً الْخُشْكَ لِأَنَّهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute