نَفَانِي عَدُوِّي ظَالِمًا عَنْ مُهَاجِرِي ... رَضِيتُ بِمَا شَاءَ الْإِلَهُ وَقَدَّرَا
وَأَسْلَمَنِي قَوْمِي بِغَيْرِ جِنَايَةٍ ... كَأَنْ لَمْ يَكُونُوا لِي قَبِيلًا وَمَعْشَرَا
فَإِنَّ أُلْفَ فِي دَارٍ بِأَجْبَالِ طَيِّئٍ ... وَكَانَ مُعَانًا مِنْ عُصَيْرٍ وَمَحْضَرًا
فَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أُرَى مُتَغَرِّبًا ... لَحَى اللَّهُ مَنْ لَاحَى عَلَيْهِ وَكَثَّرَا
لَحَى اللَّهُ قَيْلَ الْحَضْرَمِيِّينَ وَائِلًا ... وَلَاقَى الْقَنَانِي بِالسِّنَانِ الْمُؤَمَّرَا
وَلَاقَى الرَّدَى الْقَوْمُ الَّذِينَ تَحَزَّبُوا ... عَلَيْنَا وَقَالُوا قَوْلَ زُورٍ وَمُنْكَرَا
فَلَا يَدَعُنِي قَوْمٌ لِغَوْثِ بْنِ طَيِّئٍ ... لَئِنْ دَهْرُهُمْ أَشَفَى بِهِمْ وَتَغَيَّرَا
فَلَمْ أَغْزُهُمْ فِي الْمَعْلَمَيْنِ وَلَمْ أُثِرْ ... عَلَيْهِمْ عَجَاجًا بِالْكُوَيْفَةِ أَكْدَرَا
فَبَلِّغْ خَلِيلِي إِنْ رَحَلْتَ مُشَرِّقًا ... جَدِيلَةَ وَالْحَيَّيْنِ مَعْنًا وَبُحْتَرَا
وَنَبْهَانَ وَالْأَفْنَاءَ مِنْ جِذْمِ طَيِّئٍ ... أَلَمْ أَكُ فِيكُمْ ذَا الْغَنَاءِ الْعَشَنْزَرَا
أَلَمْ تَذْكُرُوا يَوْمَ الْعُذَيْبِ أَلِيَّتِي ... أَمَامَكُمُ أَنْ لَا أُرَى الدَّهْرَ مُدْبِرَا
وَكَرِّي عَلَى مِهْرَانَ وَالْجَمْعُ حَابِسٌ ... وَقَتْلِي الْهُمَامَ الْمُسْتَمِيتَ الْمُسَوَّرَا
وَيَوْمَ جَلُولَاءِ الْوَقِيعَةِ لَمْ أُلَمْ ... وَيَوْمَ نَهَاوَنْدِ الْفُتُوحِ وَتُسْتَرَا
وَتَنْسَوْنَنِي يَوْمَ الشَّرِيعَةِ وَالْقَنَا ... بِصِفِّينَ فِي أَكْتَافِهِمْ قَدْ تَكَسَّرَا