جَزَى رَبُّهُ عَنِّي عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ
بِرَفْضِي وَخِذْلَانِي جَزَاءً مُوَفَّرَا ... أَتَنْسَى بَلَائِي سَادِرًا يَا ابْنَ حَاتِمٍ
عَشِيَّةَ مَا أَغْنَتْ عَدِيُّكَ حَزْمَرَا ... فَدَافَعْتُ عَنْكَ الْقَوْمَ حَتَّى تَخَاذَلُوا
وَكُنْتُ أَنَا الْخَصْمَ الْأَلَدَّ الْعَذَوَّرَا ... تَوَلَّوْا وَمَا قَامُوا مَقَامِي كَأَنَّمَا
رَأَوْنِي لَيْثًا بِالْأَبَاءَةِ مُخْدِرَا ... نَصَرْتُكَ إِذْ خَانَ الْقَرِيبُ وَأَبْعَطَ الْ
بَعِيدُ وَقَدْ أَفْرَدْتُ نَصْرًا مُؤَزَّرَا ... فَكَانَ جَزَائِي أَنْ أُجَرَّرَ بَيْنَكُمْ
سَحِيبًا وَأَنْ أُولَى الْهَوَانَ وَأُوسَرَا ... وَكَمْ عِدَةٍ لِي مِنْكَ أَنَّكَ رَاجِعِي
فَلَمْ تُغْنِ بِالْمِيعَادِ عَنِّيَ حَبْتَرَا ... فَأَصْبَحْتُ أَرْعَى النِّيبَ طَوْرًا وَتَارَةً
أُهَرْهِرُ إِنْ رَاعِي الشُّوَيْهَاتِ هَرْهَرَا ... كَأَنِّي لَمْ أَرْكَبْ جَوَادًا لِغَارَةٍ
وَلَمْ أَتْرُكِ الْقَرْنَ الْكَمِيَّ مُقَطَّرَا ... وَلَمْ أَعْتَرِضْ بِالسَّيْفِ مِنْكُمْ مُغِيرَةً
إِذِ النِّكْسُ مَشَّى الْقَهْقَرَى ثُمَّ جَرْجَرَا ... وَلَمْ أَسْتَحِثَّ الرَّكْضَ فِي إِثْرِ عُصْبَةٍ
مُيَمِّمَةٍ عُلْيَا سِجَاسٍ وَأَبْهَرَا ... وَلِمَ أُذْعِرِ الْأَبْلَامَ مِنِّي بِغَارَةٍ
كَوِرْدِ الْقَطَا ثُمَّ انْحَدَرْتُ مُظَفَّرَا ... وَلَمْ أَرَ فِي خَيْلٍ تُطَاعِنُ مِثْلَهَا
بِقَزْوِينَ أَوْ شَرْوِينَ أَوْ أُغْرِ كَيْدَرَا ... فَذَلِكَ دَهْرٌ زَالَ عَنِّي حَمِيدُهُ
وَأَصْبَحَ لِي مَعْرُوفُهُ قَدْ تَنَكَّرَا