شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ وَأَعْطَى وَائِلًا كِتَابًا وَقَالَ: أَبْلِغْهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخَذَهُ، وَسَارُوا حَتَّى انْتَهَوْا بِهِمْ إِلَى مَرْجِ عَذْرَاءَ عِنْدَ دِمَشْقَ، وَكَانُوا: حُجْرَ بْنَ عَدِيٍّ الْكِنْدِيَّ، وَالْأَرْقَمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيَّ، وَشَرِيكَ بْنَ شَدَّادٍ الْحَضْرَمِيَّ، وَصَيْفِيَّ بْنَ فَسِيلٍ الشَّيْبَانِيَّ، وَقَبِيصَةَ بْنَ ضُبَيْعَةَ الْعَبْسِيَّ، وَكَرِيمَ بْنَ عَفِيفٍ الْخَثْعَمِيَّ، وَعَاصِمَ بْنَ عَوْفٍ الْبَجَلِيَّ، وَوَرْقَاءَ بْنَ سُمَعِيٍّ الْبَجَلِيَّ، وَكِدَامَ بْنَ حَيَّانَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَسَّانَ الْعَنَزِيَّيْنِ، وَمُحْرِزَ بْنَ شِهَابٍ التَّمِيمِيَّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَوِيَّةَ السَّعْدِيَّ التَّمِيمِيَّ، فَهَؤُلَاءِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، وَأَتْبَعَهُمْ زِيَادٌ بِرَجُلَيْنِ، هُمَا: عُتْبَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ مِنْ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، وَسَعْدُ بْنُ نَمِرَانَ الْهَمْدَانِيُّ، فَتَمُّوا أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا.
فَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ إِلَى وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ وَكَثِيرِ بْنِ شِهَابٍ، فَأَدْخَلَهُمَا وَأَخَذَ كِتَابَهُمَا فَقَرَأَهُ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ وَائِلٌ كِتَابَ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، فَإِذَا فِيهِ:
بَلَغَنِي أَنَّ زِيَادًا كَتَبَ شَهَادَتِي، وَإِنَّ شَهَادَتِي عَلَى حُجْرٍ أَنَّهُ مِمَّنْ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيُدِيمُ الْحَجَّ وَالْعُمُرَةَ وَيَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، حَرَامُ الدَّمِ وَالْمَالِ، فَإِنْ شِئْتَ فَاقْتُلْهُ وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْهُ:
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا أَرَى هَذَا إِلَّا قَدْ أَخْرَجَ نَفْسَهُ مِنْ شَهَادَتِكُمْ وَحَبَسَ الْقَوْمَ بِمَرْجِ عَذْرَاءَ. فَوَصَلَ إِلَيْهِمُ الرَّجُلَانِ اللَّذَانِ أَلْحَقَهُمَا زِيَادٌ بِحُجْرٍ وَأَصْحَابِهِ، فَلَمَّا وَصَلَا سَارَ عَامِرُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْعِجْلِيُّ إِلَى مُعَاوِيَةَ لِيُعْلِمَهُ بِهِمَا، فَقَامَ إِلَيْهِ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ فِي قُيُودِهِ فَقَالَ لَهُ: أَبْلِغْ مُعَاوِيَةَ أَنَّ دِمَاءَنَا عَلَيْهِ حَرَامٌ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّا قَدْ أُومِنَّا وَصَالَحْنَاهُ وَصَالَحَنَا، وَأَنَّا لَمْ نَقْتُلْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَيَحِلَّ لَهُ دِمَاؤُنَا.
فَدَخَلَ عَامِرٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَخْبَرَهُ بِالرَّجُلَيْنِ، فَقَامَ يَزِيدُ بْنُ أَسَدٍ الْبَجَلِيُّ فَاسْتَوْهَبَهُ ابْنَيْ عَمِّهِ، وَهُمَا: عَاصِمٌ وَوَرْقَاءُ، وَكَانَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ قَدْ كَتَبَ فِيهِمَا يُزَكِّيهِمَا وَيَشْهَدُ لَهُمَا بِالْبَرَاءَةِ مِمَّا شُهِدَ عَلَيْهِمَا، فَأَطْلَقَهُمَا مُعَاوِيَةُ، وَشَفَعَ وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ فِي الْأَرْقَمِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute