للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَفِي الْحَقِّ أَنْ أُجْفَى وَيَجْعَلُ مُصْعَبٌ ... وَزِيرًا لَهُ مَنْ كُنْتُ فِيهِ أُحَارِبُهْ

فَكَيْفَ وَقَدْ آتَيْتُكُمْ حَقَّ بَيْعَتِي ... وَحَقِّي يُلَوَّى عِنْدَكُمْ وَأُطَالِبُهْ

وَأَبْلَيْتُكُمْ مَالًا يُضَيَّعُ مِثْلُهُ ... وَآسَيْتُكُمْ وَالْأَمْرُ صَعْبٌ مَرَاتِبُهْ

فَلَمَّا اسْتَنَارَ الْمُلْكَ وَانْقَادَتِ الْعِدَى ... وَأُدْرِكَ مِنْ مُلْكِ الْعِرَاقِ رَغَائِبُهْ

جَفَا مُصْعَبٌ عَنِّي وَلَوْ كَانَ غَيْرُهُ ... لَأَصْبَحَ فِيمَا بَيْنَنَا لَا أُعَاتِبُهُ

لَقَدْ رَابَنِي مِنْ مُصْعَبٍ أَنَّ مُصْعَبًا ... أَرَى كُلَّ ذِي غِشِّ لَنَا هُوَ صَاحِبُهُ

وَمَا أَنَا إِنْ حَلَأْتُمُونِي بِوَارِدٍ ... عَلَى كَدَرٍ قَدْ غُصَّ بِالْمَاءِ شَارِبُهْ

وَمَا لِامْرِئٍ إِلَّا الَّذِي اللَّهُ سَائِقٌ ... إِلَيْهِ وَمَا قَدْ خَطَّ فِي الزَّبْرِ كَاتِبُهْ

إِذَا قُمْتُ عِنْدَ الْبَابِ أَدْخَلَ مُسْلِمًا ... وَيَمْنَعُنِي أَنْ أَدْخُلَ الْبَابَ حَاجِبُهْ

فَحَبَسَهُ مُصْعَبٌ، وَلَهُ مَعَهُ مُعَاتَبَاتٌ مِنَ الْحَبْسِ، ثُمَّ إِنَّهُ قَالَ قَصِيدَةً يَهْجُو فِيهَا قَيْسَ عَيْلَانَ، مِنْهَا:

أَلَمْ تَرَ قَيْسًا قَيْسَ عَيْلَانَ بَرْقَعَتْ ... لِحَاهَا وَبَاعَتْ نَبْلَهَا بِالْمَغَازِلِ

فَأَرْسَلَ زُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْكَلَّائِيُّ إِلَى مُصْعَبٍ: إِنِّي قَدْ كَفَيْتُكَ قِتَالَ ابْنِ الزَّرْقَاءِ - يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ - وَابْنُ الْحُرِّ يَهْجُو قَيْسًا، ثُمَّ إِنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ أَسَرُوا ابْنَ الْحُرِّ، فَقَالَ: إِنَّمَا قُلْتُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>