للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَعَمَّ لِأَهْلِ الشِّرْكِ قَتْلًا بِسَيْفِهِ

وَأَكْثَرَ فِينَا مَقْسِمًا بَعْدَ مَقْسِمِ

قَالَ: وَقَالَ الشُّعَرَاءُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ الْكُمَيْتُ مِنْ قَصِيدَةٍ:

(

كَانَتْ سَمَرْقَنْدُ أَحْقَابًا يَمَانِيَةً ... فَالْيَوْمَ تَنْسُبُهَا قَيْسِيَّةً مُضَرُ

وَقَالَ كَعْبٌ الْأَشْقَرِيُّ، وَقِيلَ رَجُلٌ مِنْ جُعْفَى) :

كُلَّ يَوْمٍ يَحْوِي قُتَيْبَةُ نَهْبًا ... وَيَزِيدُ الْأَمْوَالَ مَالًا جَدِيدَا

بَاهِلِيٌّ قَدْ أُلْبِسَ التَّاجَ حَتَّى ... شَابَ مِنْهُ مَفَارِقٌ كُنَّ سُودَا

دَوَّخَ الصُّغْدَ بِالْكَتَائِبِ حَتَّى ... تَرَكَ الصُّغْدَ بِالْعَرَاءِ قُعُودَا

فَوَلِيدٌ يَبْكِي لِفَقْدِ أَبِيهِ ... وَأَبٌ مُوجَعٌ يُبَكِّي الْوَلِيدَا

ثُمَّ رَجَعَ قُتَيْبَةُ إِلَى مَرْوَ، وَكَانَ أَهْلُ خُرَاسَانَ يَقُولُونَ: إِنْ قُتَيْبَةَ غَدَرَ بِأَهْلِ سَمَرْقَنْدَ فَمَلَكَهَا غَدْرًا.

وَكَانَ عَامِلُهُ عَلَى خُوَارَزْمَ إِيَاسَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى حَرْبِهَا، وَكَانَ ضَعِيفًا، وَكَانَ عَلَى خَرَاجِهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ مَوْلَى مُسْلِمٍ. فَاسْتَضْعَفَ أَهْلُ خُوَارَزْمَ إِيَاسًا، فَجَمَعُوا لَهُ، فَكَتَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى قُتَيْبَةَ، فَبَعَثَ قُتَيْبَةُ أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ عَامِلًا وَأَمَرَهُ أَنْ يَضْرِبَ إِيَاسًا وَحَيَّانَ النَّبَطِيَّ مِائَةً مِائَةً وَيَحْلِقَهُمَا. فَلَمَّا قَرُبَ عَبْدُ اللَّهِ مِنْ خُوَارَزْمَ أَرْسَلَ إِلَى إِيَاسٍ فَأَنْذَرَهُ، فَتَنَحَّى، وَقَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخَذَ حَيَّانَ فَضَرَبَهُ وَحَلَقَهُ. ثُمَّ وَجَّهَ قُتَيْبَةُ الْجُنُودَ إِلَى خُوَارَزْمَ مَعَ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَبَلَغَهُمْ ذَلِكَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمُغِيرَةُ اعْتَزَلَ أَبْنَاءُ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ خُوَارَزْمَشَاهْ وَقَالُوا: لَا نُعِينُكَ، فَهَرَبَ إِلَى بِلَادِ التُّرْكِ، وَقَدِمَ الْمُغِيرَةُ فَقَتَلَ وَسَبَى، فَصَالَحَهُ الْبَاقُونَ عَلَى الْجِزْيَةِ، وَقَدِمَ عَلَى قُتَيْبَةَ فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى نَيْسَابُورَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>