خَدَمَ الْوُلَاةِ، فَدَعَا قُتَيْبَةُ رَجُلًا فَأَمَرَهُ بِقَتْلِ حَيَّانَ، وَسَمْعِ بَعْضُ الْخَدَمِ فَأَتَى حَيَّانَ فَأَخْبَرَهُ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُهُ يَدْعُوهُ تَمَارَضَ. وَأَتَى النَّاسُ وَكِيعًا وَسَأَلُوهُ أَنْ يَلِيَ أَمْرَهُمْ، فَفَعَلَ.
وَبِخُرَاسَانَ يَوْمَئِذٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَالْعَالِيَةِ مِنَ الْمُقَاتِلَةِ تِسْعَةُ آلَافٍ، وَمَنْ بَكْرٍ سَبْعَةُ آلَافٍ، وَرَئِيسُهُمْ حُضَيْنُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَمِنْ تَمِيمٍ عَشَرَةُ آلَافٍ، وَعَلَيْهِمْ ضِرَارُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَعَبْدُ الْقَيْسِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، وَعَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُلْوَانَ، وَالْأَزْدُ عَشَرَةُ آلَافٍ، وَعَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوْذَانَ، وَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ سَبْعَةُ آلَافٍ، وَعَلَيْهِمْ جَهْمُ بْنُ زَحْرٍ، وَالْمَوَالِي سَبْعَةُ آلَافٍ، عَلَيْهِمْ حَيَّانُ، وَهُوَ مِنَ الدَّيْلَمِ، وَقِيلَ: مِنْ خُرَاسَانَ، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ نَبَطِيٌّ لِلُكْنَتِهِ.
فَأَرْسَلَ حَيَّانُ إِلَى وَكِيعٍ: إِنْ أَنَا كَفَفْتُ عَنْكَ وَأَعَنْتُكَ أَتَجْعَلُ لِي الْجَانِبَ الشَّرْقِيَّ مِنْ نَهْرِ بِلْخٍ [وَ] خَرَاجُهُ مَا دُمْتُ حَيًّا، وَمَا دُمْتُ أَمِيرًا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ حَيَّانُ لِلْعَجَمِ: هَؤُلَاءِ يُقَاتِلُونَ عَلَى غَيْرِ دِينٍ، فَدَعُوهُمْ يَقْتُلْ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. فَفَعَلُوا فَبَايَعُوا وَكِيعًا سِرًّا.
وَقِيلَ لِقُتَيْبَةَ: إِنَّ النَّاسَ يُبَايِعُونَ وَكِيعًا. فَدَسَّ ضِرَارَ بْنَ سِنَانٍ الضَّبِّيَّ إِلَى وَكِيعٍ، فَبَايَعَهُ سِرًّا، فَظَهَرَ لِقُتَيْبَةَ أَمْرُهُ، فَأَرْسَلَ يَدَعُوهُ، فَوَجَدَهُ قَدْ طَلَى رِجْلَيْهِ بِمَغْرَةٍ، وَعَلَّقَ عَلَى رَأْسِهِ حِرْزًا، وَعِنْدَهُ رَجُلَانِ يَرْقِيَانِ رِجْلَهُ، فَقَالَ لِلرَّسُولِ: قَدْ تَرَى مَا بِرِجْلِي. فَرَجَعَ فَأَخْبَرَ قُتَيْبَةَ، فَأَعَادَهُ إِلَيْهِ يَقُولُ لَهُ: لَتَأْتِيَنِّي مَحْمُولًا. قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. فَقَالَ قُتَيْبَةُ لِصَاحِبِ شُرْطَتِهِ: انْطَلِقْ إِلَى وَكِيعٍ فَأْتِنِي بِهِ، فَإِنْ أَبَى فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، وَوَجَّهَ مَعَهُ خَيْلًا، وَقِيلَ: أَرْسَلَ إِلَيْهِ شُعْبَةَ بْنَ ظُهَيْرٍ التَّمِيمِيَّ، فَقَالَ لَهُ وَكِيعٌ: يَا ابْنَ ظُهَيْرٍ، الْبَثْ قَلِيلًا تَلْحَقِ الْكَتَائِبَ. وَلَبِسَ سِلَاحَهُ وَنَادَى فِي النَّاسِ، فَأَتَوْهُ، وَرَكِبَ فَرَسَهُ وَخَرَجَ، فَتَلَقَّاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ بَنِي أَسَدٍ. قَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: ضِرْغَامَةُ. قَالَ: ابْنُ مَنْ؟ قَالَ: ابْنُ لَيْثٍ، فَأَعْطَاهُ رَايَتَهُ، وَقِيلَ كَانَتْ مَعَ عُقْبَةَ بْنِ شِهَابٍ الْمَازِنِيِّ. وَأَتَاهُ النَّاسُ أَرْسَالًا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ،، فَتَقَدَّمَ بِهِمْ وَهُوَ يَقُولُ:
قَرْمٌ إِذَا حُمِّلَ مَكْرُوهَةً شَدَّ الشَّرَاسِيفَ لَهَا وَالْحَزِيمْ وَاجْتَمَعَ إِلَى قُتَيْبَةَ أَهْلُ بَيْتِهِ وَخَوَاصُّ أَصْحَابِهِ وَثِقَاتُهُ، مِنْهُمْ إِيَاسُ بْنُ بَيْهَسَ بْنِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute