الَّذِينَ مَعَهُ، فَالتَّقَاهُ أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ فِيمَنِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَقَوْمِهِ وَمَوَالِيهِ، فَبَعَثَ عَدِيٌّ عَلَى كُلِّ خُمُسٍ مِنْ أَخْمَاسِ الْبَصْرَةِ رَجُلًا، فَبَعَثَ عَلَى الْأَزْدِ: الْمُغِيرَةَ بْنَ زِيَادِ بْنِ عَمْرٍو الْعَتَكِيَّ، وَبَعَثَ عَلَى تَمِيمٍ: مُحْرِزَ بْنَ حُمْرَانَ السَّعْدِيَّ، وَعَلَى خُمُسِ بَكْرٍ: مُفَرِّجَ بْنَ شَيْبَانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ مِسْمَعٍ، وَعَلَى عَبْدِ الْقَيْسِ [مَالِكَ بْنَ] الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَارُودِ، وَعَلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ: عَبْدَ الْأَعْلَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، وَأَهْلُ الْعَالِيَةِ قُرَيْشٌ، وَكِنَانَةُ وَالْأَزْدُ، وَبَجِيلَةُ، وَخَثْعَمُ، وَقَيْسُ عَيْلَانَ كُلُّهَا، وَمُزَيْنَةُ، وَأَهْلُ الْعَالِيَةِ وَالْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُمْ رُبُعُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
فَأَقْبَلَ يَزِيدُ لَا يَمُرُّ بِخَيْلٍ (مِنْ خَيْلِهِمْ، وَلَا قَبِيلَةٍ مِنْ قَبَائِلِهِمْ إِلَّا تَنَحَّوْا لَهُ عَنْ طَرِيقِهِ، وَأَقْبَلَ يَزِيدُ حَتَّى نَزَلَ دَارَهُ) ، فَاخْتَلَفَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَدِيٍّ: أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ إِخْوَتِي، وَإِنِّي أُصَالِحُكَ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَأُخَلِّيكَ وَإِيَّاهَا حَتَّى آخُذَ لِنَفْسِي مِنْ يَزِيدَ مَا أُحِبُّ. فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ، فَسَارَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنُ الْمُهَلَّبِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَبَعَثَ مَعَهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ خَالِدًا الْقَسْرِيَّ، وَعَمْرَو بْنَ يَزِيدٍ الْحَكَمِيَّ بِأَمَانِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ وَأَهْلِهِ.
وَأَخَذَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ يُعْطِي مَنْ أَتَاهُ قِطَعَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَمَالَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَكَانَ عَدِيٌّ لَا يُعْطِي إِلَّا دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ وَيَقُولُ: لَا يَحِلُّ لِي أَنْ أُعْطِيَكُمْ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ دِرْهَمًا إِلَّا بِأَمْرِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَلَكِنْ تَبَلَّغُوا بِهَذِهِ حَتَّى يَأْتِيَ الْأَمْرُ فِي ذَلِكَ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ الْفَرَزْدَقُ:
أَظُنُّ رِجَالَ الدِّرْهَمَيْنِ تَقُودُهُمْ ... إِلَى الْمَوْتِ آجَالٌ لَهُمْ وَمُصَارِعُ
وَأَكْيَسُهُمْ مَنْ قَرَّ فِي قَعْرِ بَيْتِهِ ... وَأَيْقَنَ أَنَّ الْمَوْتَ لَا بُدَّ وَاقِعُ
وَخَرَجَتْ بَنُو عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ مِنْ أَصْحَابِ عَدِيٍّ فَنَزَلُوا الْمِرْبَدَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ مَوْلًى لَهُ يُقَالُ لَهُ دَارِسٌ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ فَهَزَمَهُمْ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute