فَنُطَارِدُهُمْ. وَكَانَ سَعِيدٌ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً، فَأَصَابُوا أَوْ غَنِمُوا وَسَبَوْا رَدَّ السَّبْيَ وَعَاقَبَ السَّرِيَّةَ، فَقَالَ الْهَجَرِيُّ الشَّاعِرُ:
سَرَيْتَ إِلَى الْأَعْدَاءِ تَلْهُو بِلُعْبَةٍ ... وَأَيْرُكَ مَسْلُولٌ وَسَيْفُكَ مُغْمَدُ
وَأَنْتَ لِمَنْ عَادَيْتَ عِرْسٌ خَفِيَّةٌ ... وَأَنْتِ عَلَيْنَا كَالْحُسَامِ الْمُهَنَّدِ
فَقَعَدَ سَعِيدٌ عَلَى النَّاسِ وَضَعَّفُوهُ. وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ مُنْقَطِعًا إِلَى مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَذَكَرَ إِسْمَاعِيلُ عِنْدَ خُذَيْنَةَ مَوَدَّتَهُ لِمَرْوَانَ، فَقَالَ خُذَيْنَةُ: وَمَا ذَاكَ الْمِلْطُ؟ فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ:
زَعَمَتْ خُذَيْنَةُ أَنَّنِي مِلْطُ ... لِخُذَيْنَةَ الْمِرْآةُ وَالْمُشْطُ
وَمَجَامِرٌ وَمَكَاحِلٌ جُعِلَتْ ... وَمَعَازِفٌ وَبِخَدِّهَا نُقْطُ
أَفَذَاكَ أَمْ زَغَفٌ مُضَاعَفَةٌ ... وَمُهَنَّدٌ مِنْ شَأْنِهِ الْقَطُّ
لِمُقْرَسٍ ذَكَرٍ أَخِي ثِقَةٍ ... لَمْ يَغْذُهُ التَّأْنِيثُ وَاللَّقْطُ
فِي أَبْيَاتِ غَيْرِهَا.
ذِكْرُ مَوْتِ حَيَّانَ النَّبَطِيِّ
وَقَدْ ذُكِرَ مِنْ أَمْرِ حَيَّانَ فِيمَا تَقَدَّمَ عِنْدَ قَتْلِ قُتَيْبَةَ، وَأَنَّهُ سَادَ وَتَقَدَّمَ بِخُرَاسَانَ، فَلَمَّا قَالَ لَهُ سَوْرَةُ بْنُ الْحُرِّ: يَا نَبَطِيُّ، وَأَجَابَهُ حَيَّانُ، فَقَالَ: أَنَبَطَ اللَّهُ وَجْهَكَ، عَلَى مَا تَقَدَّمَ آنِفًا، حَقَدَهَا عَلَيْهِ سَوْرَةُ، فَقَالَ لِسَعِيدِ خُذَيْنَةَ: إِنَّ هَذَا الْعَبْدَ أَعْدَى النَّاسِ لِلْعَرَبِ وَالْوَالِي، وَهُوَ أَفْسَدَ خُرَاسَانَ عَلَى قُتَيْبَةَ، وَهُوَ وَاثِبٌ بِكَ، مُفْسِدٌ عَلَيْكَ خُرَاسَانَ، ثُمَّ يَتَحَصَّنُ فِي بَعْضِ هَذِهِ الْقِلَاعِ. فَقَالَ سَعِيدٌ: لَا تُسْمِعَنَّ هَذَا أَحَدًا. ثُمَّ دَعَا فِي مَجْلِسِهِ بِلَبَنٍ وَقَدْ أَمَرَ بِذَهَبٍ، فَسُحِقَ وَأُلْقِيَ فِي اللَّبَنِ الَّذِي فِي إِنَاءِ حَيَّانَ، فَشَرِبَهُ حَيَّانُ، ثُمَّ رَكَضَ سَعِيدٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute