طَابَ يَوْمِي وَلَذَّ شُرْبُ السُّلَافَهْ ... وَأَتَانَا نَعِيُّ مَنْ بِالرُّصَافَهْ
وَأَتَانَا الْبَرِيدُ يَنْعِي هِشَامًا ... وَأَتَانَا بِخَاتَمٍ لِلْخِلَافَهْ
فَاصْطَبَحْنَا مِنْ خَمْرِ عَانَةَ صِرْفًا ... وَلَهَوْنَا بِقَيْنَةٍ عَرَّافَهْ
وَحَلَفَ أَنْ لَا يَبْرَحَ مِنْ مَوْضِعِهِ حَتَّى يُغَنَّى فِي هَذَا الشِّعْرُ وَيَشْرَبَ عَلَيْهِ فَفَعَلْنَا ذَلِكَ، وَلَمْ نَزَلْ نُغَنِّي إِلَى اللَّيْلِ.
ثُمَّ إِنَّ الْوَلِيدَ هَذِهِ السَّنَةَ عَقَدَ لِابْنَيْهِ الْحَكَمِ وَعُثْمَانَ الْبَيْعَةَ مِنْ بَعْدِهِ وَجَعَلَهُمَا وَلِيَّيْ عَهْدِهِ، أَحَدُهُمَا بَعْدَ الْآخَرِ، وَجَعَلَ الْحَكَمَ مُقَدَّمًا، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى الْأَمْصَارِ الْعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ.
ذِكْرُ وِلَايَةِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ خُرَاسَانَ لِلْوَلِيدِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَلَّى الوليدُ نَصْرَ بْنَ سَيَّارٍ خُرَاسَانَ كُلَّهَا وَأَفْرَدَهُ بِهَا، ثُمَّ وَفَدَ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ عَلَى الْوَلِيدِ فَاشْتَرَى مِنْهُ نَصْرًا وَعُمَّالَهُ، فَرَدَّ إِلَيْهِ الْوَلِيدُ وِلَايَةَ خُرَاسَانَ، وَكَتَبَ يُوسُفُ إِلَى نَصْرٍ يَأْمُرُهُ بِالْقُدُومِ، وَيَحْمِلُ مَعَهُ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ مِنَ الْهَدَايَا وَالْأَمْوَالِ، وَأَنْ يَقْدَمَ مَعَهُ بِعِيَالِهِ أَجْمَعِينَ، وَكَتَبَ الْوَلِيدُ إِلَى نَصْرٍ يَأْمُرُهُ أَنْ يَتَّخِذَ لَهُ بَرَابِطَ وَطَنَابِيرَ وَأَبَارِيقَ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، وَأَنْ يَجْمَعَ لَهُ كُلَّ صَنَّاجَةٍ بِخُرَاسَانَ، وَكُلَّ بَازِيٍّ وَبِرْذَوْنٍ فَارِهٍ، ثُمَّ يَسِيرُ بِكُلِّ ذَلِكَ بِنَفْسِهِ فِي وُجُوهِ أَهْلِ خُرَاسَانَ.
وَكَانَ الْمُنَجِّمُونَ قَدْ أَخْبَرُوا نَصْرًا بِفِتْنَةٍ تَكُونُ، وَأَلَحَّ يُوسُفُ عَلَى نَصْرٍ بِالْقُدُومِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولًا فِي ذَلِكَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَحِثَّهُ أَوْ يُنَادِيَ فِي النَّاسِ أَنَّهُ قَدْ خُلِعَ. فَأَرْضَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute