لِنَيِّفٍ) وَعِشْرِينَ أَلْفًا وَتَجَهَّزَ لِلْمَسِيرِ إِلَى يَزِيدَ، وَكَاتَبَهُ يَزِيدُ لِيُبَايِعَ لَهُ وَيُوَلِّيَهُ مَا كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَلَّى أَبَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ مَرْوَانَ مِنَ الْجَزِيرَةِ وَإِرْمِينِيَّةَ وَالْمَوْصِلِ وَأَذْرَبِيجَانَ، فَبَايَعَ لَهُ مَرْوَانُ وَأَعْطَاهُ يَزِيدُ وِلَايَةَ مَا ذَكَرَ لَهُ.
ذِكْرُ وَفَاةِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَلَيْلَتَيْنِ، وَقِيلَ: كَانَتْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَاثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا، وَقِيلَ: خَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَاثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا، وَكَانَ مَوْتُهُ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ عُمْرُهُ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: سَبْعًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَكَانَتْ أُمُّهُ أُمَّ وَلَدٍ اسْمُهَا شَاهْفِرْنَدُ بِنْتُ فَيْرُوزَ بْنِ يَزْدَجِرْدَ بْنِ شَهْرَيَارَ بْنِ كِسْرَى، وَهُوَ الْقَائِلُ:
أَنَا ابْنُ كِسْرَى وَأَبِي مَرْوَانُ ... وَقَيْصَرُ جَدِّي وَجَدِّي خَاقَانُ
إِنَّمَا جَعَلَ قَيْصَرَ وَخَاقَانَ جَدَّيْهِ لِأَنَّ أُمَّ فَيْرُوزَ بْنِ يَزْدَجِرْدَ ابْنَةُ كِسْرَى شِيرَوَيْهِ بْنِ كِسْرَى، وَأُمَّهَا ابْنَةُ قَيْصَرَ، وَأُمَّ شِيرَوَيْهِ ابْنَةُ خَاقَانَ مَلِكِ التُّرْكِ.
وَكَانَ آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ: وَاحَسْرَتَاهُ وَاأَسَفَاهُ! وَنَقْشُ خَاتَمِهِ: الْعَظَمَةُ لِلَّهِ.
وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ بِالسِّلَاحِ يَوْمَ الْعِيدِ، خَرَجَ بَيْنَ صَفَّيْنِ عَلَيْهِمُ السِّلَاحُ.
قِيلَ: إِنَّهُ كَانَ قَدَرِيًّا، وَكَانَ أَسْمَرَ طَوِيلًا، صَغِيرَ الرَّأْسِ، جَمِيلًا.
ذِكْرُ خِلَافَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ
فَلَمَّا مَاتَ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَامَ بِالْأَمْرِ بَعْدَهُ أَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَتِمَّ لَهُ الْأَمْرُ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute