للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الْمُوَاسِينَ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ قَدْ أَحَلُّوا حَرَامَكَ وَحَرَّمُوا حَلَالَكَ، وَآمَنُوا مَنْ أَخَفْتَ وَأَخَافُوا مَنْ آمَنْتَ! اللَّهُمَّ فَأَحْصِهِمْ عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا، وَلَا تُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا! أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ [مِنْ] بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ وَأَنْتُمْ عِنْدِي أَهْلُ قُوَّةٍ وَلَا شِدَّةٍ، وَلَكِنِّي اخْتَرْتُكُمْ لِنَفْسِي! وَاللَّهِ مَا جِئْتُ هَذِهِ وَفِي الْأَرْضِ مِصْرٌ يُعْبَدُ اللَّهُ فِيهِ إِلَّا وَقَدْ أُخِذَ لِي فِيهِ الْبَيْعَةُ!

وَكَانَ الْمَنْصُورُ يَكْتُبُ إِلَى مُحَمَّدٍ عَلَى أَلْسُنِ قُوَّادِهِ يَدْعُونَهُ إِلَى الظُّهُورِ وَيُخْبِرُونَهُ أَنَّهُمْ مَعَهُ، فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَقُولُ: لَوِ الْتَقَيْنَا مَالَ إِلَيَّ الْقُوَّادُ كُلُّهُمْ.

وَاسْتَوْلَى مُحَمَّدٌ عَلَى الْمَدِينَةِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عُثْمَانَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَلَى قَضَائِهَا: عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيَّ، وَعَلَى بَيْتِ السِّلَاحِ: عَبْدَ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيَّ، وَعَلَى الشُّرَطِ: أَبَا الْقَلَمَّسِ عُثْمَانَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَلَى دِيوَانِ الْعَطَاءِ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَقِيلَ: كَانَ عَلَى شُرَطِهِ: عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ فَعَزَلَهُ.

وَأَرْسَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي كُنْتُ لَأَظُنُّكَ سَتَنْصُرُنَا وَتَقُومُ مَعَنَا. فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ: أَفْعَلُ، ثُمَّ انْسَلَّ مِنْهُ وَأَتَى مَكَّةَ. وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ مُحَمَّدٍ أَحَدٌ مِنْ وُجُوهِ النَّاسِ إِلَّا نَفَرٌ، مِنْهُمْ: الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَخُبَيْبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.

وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَدِ اسْتَفْتَوْا مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ فِي الْخُرُوجِ مَعَ مُحَمَّدٍ وَقَالُوا: إِنَّ فِي أَعْنَاقِنَا بَيْعَةً لِأَبِي جَعْفَرٍ، فَقَالَ: إِنَّمَا بَايَعْتُمْ مُكْرَهِينَ، وَلَيْسَ عَلَى مُكْرَهٍ يَمِينٌ. فَأَسْرَعَ النَّاسُ إِلَى مُحَمَّدٍ وَلَزِمَ مَالِكٌ بَيْتَهُ.

فَأَرْسَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>