للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا أَصَبْتَ مِنْ دَمٍ أَوْ مَالٍ، وَأُعْطِيكَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَمَا سَأَلْتَ مِنَ الْحَوَائِجِ، وَأُنْزِلُكَ مِنَ الْبِلَادِ حَيْثُ شِئْتَ، وَأَنْ أُطْلِقَ مَنْ فِي حَبْسِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ.

وَأَنْ أُؤَمِّنَ كُلَّ مَنْ جَاءَكَ وَبَايَعَكَ وَاتَّبَعَكَ أَوْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِكَ ثُمَّ لَا أَتَّبِعُ أَحَدًا مِنْهُمْ بِشَيْءٍ كَانَ مِنْهُ أَبَدًا، فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَتَوَثَّقَ لِنَفْسِكَ فَوَجِّهْ إِلَيَّ مَنْ أَحْبَبْتَ يَأْخُذُ لَكَ مِنَ الْأَمَانِ وَالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ مَا تَتَوَثَّقُ بِهِ، وَالسَّلَامُ.

فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ: {طسم - تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ - نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [القصص: ١ - ٣] إِلَى: {يَحْذَرُونَ} [القصص: ٦] وَأَنَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مِنَ الْأَمَانِ مِثْلَ مَا عَرَضْتَ عَلَيَّ، فَإِنَّ الْحَقَّ حَقُّنَا وَإِنَّمَا ادَّعَيْتُمْ هَذَا الْأَمْرَ بِنَا وَخَرَجْتُمْ لَهُ بِشِيعَتِنَا وَحَظِيتُمْ بِفَضْلِهِ، فَإِنَّ أَبَانَا عَلِيًّا كَانَ الْوَصِيَّ وَكَانَ الْإِمَامَ، فَكَيْفَ وَرِثْتُمْ وِلَايَتَهُ، وَوَلَدُهُ أَحْيَاءٌ؟

ثُمَّ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَمْ يَطْلُبِ الْأَمْرَ أَحَدٌ لَهُ مِثْلُ نَسَبِنَا وَشَرَفِنَا وَحَالِنَا وَشَرَفِ آبَائِنَا، لَسْنَا مِنْ أَبْنَاءِ اللُّعَنَاءِ وَلَا الطُّرَدَاءِ وَلَا الطُّلَقَاءِ، وَلَيْسَ يَمُتُّ أَحَدٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ بِمِثْلِ الَّذِي نَمُتُّ بِهِ مِنَ الْقُرَابَةِ وَالسَّابِقَةِ وَالْفَضْلِ، وَإِنَّا بَنُو أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاطِمَةَ بِنْتِ عَمْرٍو فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَبَنُو بِنْتِهِ فَاطِمَةَ فِي الْإِسْلَامِ دُونَكُمْ.

إِنَّ اللَّهِ اخْتَارَنَا وَاخْتَارَ لَنَا، فَوَالِدُنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٌ أَفْضَلُهُمْ، وَمِنَ السَّلَفِ أَوَّلُهُمْ إِسْلَامًا عَلِيٌّ، وَمِنَ الْأَزْوَاجِ أَفْضَلُهُنَّ خَدِيجَةُ الطَّاهِرَةُ وَأَوَّلُ مَنْ صَلَّى [إِلَى] الْقِبْلَةِ، وَمِنَ الْبَنَاتِ خَيْرُهُنَّ فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ وَأَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمِنَ الْمَوْلُودِينَ فِي الْإِسْلَامِ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ هَاشِمًا وَلَدَ عَلِيًّا مَرَّتَيْنِ، وَإِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَلَدَ حَسَنًا مَرَّتَيْنِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَدَنِي مَرَّتَيْنِ مِنْ قِبَلِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ.

وَإِنِّي أَوْسَطُ بَنِي هَاشِمٍ نَسَبًا وَأَصْرَحُهُمْ أَبًا، لَمْ تُعَرِّقْ فِيَّ الْعَجَمُ، وَلَمْ تُنَازِعْ فِيَّ أُمَّهَاتُ الْأَوْلَادِ، فَمَا زَالَ اللَّهُ يَخْتَارُ لِي الْآبَاءَ،

<<  <  ج: ص:  >  >>