وَاسْتَقَامَ مُلْكُهُ وَبَنَى الرُّصَافَةَ، وَتَوَلَّى صَالِحٌ صَاحِبُ الْمُصَلَّى ذَلِكَ.
ذِكْرُ قَتْلِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الْعَبْدِيِّ.
فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَارَ عُقْبَةُ بْنُ سَلْمٍ مِنَ الْبَصْرَةِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا نَافِعَ بْنَ عُقْبَةَ إِلَى الْبَحْرَيْنِ فَقَتَلَ سُلَيْمَانَ بْنَ حَكِيمٍ وَسَبَى أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ، وَأَنْفَذَ بَعْضَ السَّبْيِ وَالْأُسَارَى إِلَى الْمَنْصُورِ، فَقَتَلَ بَعْضَهُمْ وَوَهَبَ الْبَاقِينَ لِلْمَهْدِيِّ، فَأَطْلَقَهُمْ وَكَسَاهُمْ، ثُمَّ عَزَلَ عُقْبَةَ عَنِ الْبَصْرَةِ لِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَقْصِ عَلَى أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ.
(وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْمَنْصُورَ اسْتَعْمَلَ مَعْنَ بْنَ زَائِدَةَ الشَّيْبَانِيَّ عَلَى سِجِسْتَانَ هَذِهِ السَّنَةَ) .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ هَذِهِ السَّنَةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِمَامِ، وَكَانَ هُوَ الْعَامِلَ بِمَكَّةَ وَالطَّائِفِ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ، وَعَلَى الْبَصْرَةِ جَابِرُ بْنُ تَوْبَةَ الْكِلَابِيُّ، وَعَلَى الْكُوفَةِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلَى مِصْرَ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ.
ذِكْرُ ابْتِدَاءِ أَمْرِ شَقْنَا وَخُرُوجِهِ بِالْأَنْدَلُسِ
وَفِيهَا ثَارَ فِي الشَّرْقِ مِنَ الْأَنْدَلُسِ رَجُلٌ مِنْ بَرْبَرِ مِكْنَاسَةَ كَانَ يُعَلِّمُ الصِّبْيَانَ، وَكَانَ اسْمُهُ شَقْنَا بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تُسَمَّى فَاطِمَةَ، وَادَّعَى أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ، (ثُمَّ مِنْ وَلَدِ الْحُسَيْنِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ) .
وَتَسَمَّى بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَسَكَنَ شَنْتَ بَرِيَّةَ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الْبَرْبَرِ، وَعَظُمَ أَمْرُهُ، وَسَارَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأُمَوِيُّ فَلَمْ يَقِفْ لَهُ وَرَاغَ فِي الْجِبَالِ، فَكَانَ إِذَا أَمِنَ انْبَسَطَ، وَإِذَا خَافَ صَعِدَ الْجِبَالَ بِحَيْثُ يَصْعُبُ طَلَبُهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute