(ثُمَّ إِنَّ الْيَمَانِيَّةَ أَتَتْ قَرْيَةً لِقَيْسٍ عِنْدَ دِمَشْقَ، فَأَرْسَلَ أَبُو الْهَيْذَامِ إِلَيْهِمُ الزَّوَاقِيلَ، فَقَاتَلُوهُمْ، فَانْهَزَمَتِ الْيَمَانِيَّةُ) أَيْضًا، ثُمَّ لَقِيَهُمْ جَمْعٌ آخَرُ
فَانْهَزَمُوا أَيْضًا، ثُمَّ أَتَاهُمُ الصَّرِيخُ: أَدْرِكُوا بَابَ تُومَا، فَأَتَوْهُ فَقَاتَلُوا الْيَمَانِيَّةَ فَانْهَزَمَتْ أَيْضًا، فَهَزَمُوهُمْ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى أَبِي الْهَيْذَامِ.
ثُمَّ أَرْسَلَ إِسْحَاقُ إِلَى أَبِي الْهَيْذَامِ يَأْمُرُهُ بِالْكَفِّ، فَفَعَلَ، وَأَرْسَلَ إِلَى الْيَمَانِيَّةِ: قَدْ كَفَفْتُهُ عَنْكُمْ، فَدُونَكُمُ الرَّجُلُ فَهُوَ غَارٌّ، فَأَتَوْهُ مِنْ بَابِ شَرْقِيٍّ مُتَسَلِّلِينَ، فَأَتَى الصَّرِيخُ أَبَا الْهَيْذَامِ، فَرَكِبَ فِي فَوَارِسَ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَاتَلَهُمْ، فَهَزَمَهُمْ.
ثُمَّ بَلَغَهُ خَبَرُ جَمْعٍ آخَرَ لَهُمْ عَلَى بَابِ تُومَا، فَأَتَاهُمْ، فَهَزَمَهُمْ أَيْضًا، ثُمَّ جَمَعَتِ الْيَمَانِيَّةُ أَهْلَ الْأُرْدُنِّ وَالْخَوْلَانَ وَكَلْبًا وَغَيْرَهُمْ، وَأَتَى الْخَبَرُ أَبَا الْهَيْذَامِ، فَأَرْسَلَ مَنْ يَأْتِيهِ بِخَبَرِهِمْ، فَلَمْ يَقِفْ لَهُمْ عَلَى خَبَرٍ فِي ذَلِكَ، وَجَاءُوا مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى كَانَ آمِنًا مِنْهَا لِبِنَاءٍ فِيهَا.
فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ وَلَمْ يَرَ شَيْئًا فَرَّقَ أَصْحَابَهُ، فَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ، وَدَخَلَهَا مَعَهُمْ، وَخَلَّفَ طَلِيعَةً، فَلَمَّا رَآهُ إِسْحَاقُ قَدْ دَخَلَ أَرْسَلَ إِلَى ذَلِكَ الْبِنَاءِ فَهَدَمَهُ، وَأَمَرَ الْيَمَانِيَّةَ بِالْعُبُورِ، فَفَعَلُوا، فَجَاءَتِ الطَّلِيعَةُ إِلَى أَبِي الْهَيْذَامِ، فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، وَهُوَ عِنْدَ بَابِ الصَّغِيرِ.
وَدَخَلَتِ الْيَمَانِيَّةُ الْمَدِينَةَ وَحَمَلُوا عَلَى أَبِي الْهَيْذَامِ، فَلَمْ يَبْرَحْ، وَأَمَرَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ أَنْ يَأْتِيَ الْيَمَانِيَّةَ مِنْ وَرَائِهِمْ، فَفَعَلُوا، فَلَمَّا رَأَتْهُمُ الْيَمَانِيَّةُ تَنَادَوْا: الْكَمِينَ الْكَمِينَ، وَانْهَزَمُوا، وَأَخَذَ مِنْهُمْ سِلَاحًا وَخَيْلًا.
فَلَمَّا كَانَ مُسْتَهَلُّ صَفَرٍ جَمَعَ إِسْحَاقُ الْجُنُودَ، فَعَسْكَرُوا عِنْدَ قَصْرِ الْحَجَّاجِ، وَأَعْلَمَ أَبُو الْهَيْذَامِ أَصْحَابَهُ، فَجَاءَتْهُ الْقَيْنُ وَغَيْرُهُمْ، وَاجْتَمَعَتِ الْيَمَنُ إِلَى إِسْحَاقَ، فَالْتَقَى بَعْضُ الْعَسْكَرِ فَاقْتَتَلُوا، فَانْهَزَمَتِ الْيَمَانِيَّةُ وَقُتِلَ مِنْهُمْ وَنَهَبَ أَصْحَابُ أَبِي الْهَيْذَامِ بَعْضَ دَارِيَّا، وَأَحْرَقُوا فِيهَا وَرَجَعُوا، وَأَغَارَ هَؤُلَاءِ، فَنَهَبُوا وَأَحْرَقُوا، وَاقْتَتَلُوا غَيْرَ مَرَّةٍ، فَانْهَزَمَتِ الْيَمَانِيَّةُ أَيْضًا.
فَأَرْسَلَتِ ابْنَةُ الضَّحَّاكِ بْنِ رَمْلٍ السَّكْسَكِيِّ، وَهِيَ يَمَانِيَّةٌ، إِلَى أَبِي الْهَيْذَامِ تَطْلُبُ مِنْهُ الْأَمَانَ، فَأَجَابَهَا، وَكَتَبَ لَهَا، وَنَهَبَ الْقُرَى الَّتِي لِلْيَمَانِيَّةِ بِنَوَاحِي دِمَشْقَ وَأَحْرَقَهَا، فَلَمَّا رَأَتِ الْيَمَانِيَّةُ ذَلِكَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ ابْنُ خَارِجَةَ الْحَرَشِيُّ، وَابْنُ عَزَّةَ الْخُشَنِيُّ، وَأَتَاهُ الْأَوْزَاعُ وَالْأَوْصَابُ، وَمُقْرَا، وَأَهْلُ كَفْرِ سُوسِيَّةَ، وَالْحِمْيَرِيُّونَ، وَغَيْرُهُمْ يَطْلُبُونَ الْأَمَانَ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute