فَحَذَفَنِي بِعَمُودٍ كَانَ فِي يَدِهِ، وَقَالَ: نُفِيتُ مِنَ الْمَهْدِيِّ، إِنْ لَمْ تَأْتِنِي بِرَأْسِهِ لَأَقْتُلَنَّكَ! قَالَ: فَخَرَجْتُ فَقَتَلْتُهُ وَحَمَلْتُ رَأْسَهُ إِلَيْهِ.
وَأَمَرَ بِتَوْجِيهِ مَنْ أَحَاطَ بِيَحْيَى وَوَلَدِهِ وَجَمِيعِ أَسْبَابِهِ، وَحَوَّلَ الْفَضْلَ بْنَ يَحْيَى لَيْلًا، فَحُبِسَ فِي بَعْضِ مَنَازِلِ الرَّشِيدِ، وَحُبِسَ يَحْيَى فِي مَنْزِلِهِ، وَأَخَذَ مَا وَجَدَ لَهُمْ مِنْ مَالٍ وَضِيَاعٍ وَمَتَاعٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَأَرْسَلَ مِنْ لَيْلَتِهِ إِلَى سَائِرِ الْبِلَادِ فِي قَبْضِ أَمْوَالِهِمْ، وَوُكَلَائِهِمْ، وَرَقِيقِهِمْ، وَأَسْبَابِهِمْ، وَكُلِّ مَا لَهُمْ.
فَلَمَّا أَصْبَحَ أَرْسَلَ جِيفَةَ جَعْفَرٍ إِلَى بَغْدَاذَ، وَأَمَرَ أَنْ يُنْصَبَ رَأْسُهُ عَلَى جِسْرٍ، وَيُقْطَعَ بَدَنُهُ قِطْعَتَيْنِ، تُنْصَبَ كُلُّ قِطْعَةٍ عَلَى جِسْرٍ.
وَلَمْ يَعْرِضِ الرَّشِيدُ لِمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ وَوَلَدِهِ وَأَسْبَابِهِ، لِأَنَّهُ عَلِمَ بَرَاءَتَهُ مِمَّا دَخَلَ فِيهِ أَهْلُهُ. وَقِيلَ: كَانَ يَسْعَى بِهِمْ.
ثُمَّ حَبَسَ يَحْيَى وَبَنِيهِ الْفَضْلَ وَمُحَمَّدًا وَمُوسَى مَحْبَسًا سَهْلًا، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عِدَّةٍ مِنْ خَدَمِهِمْ، وَلَا مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ جَارِيَةٍ وَغَيْرِهَا.
وَلَمْ تَزَلْ حَالُهُمْ سَهْلَةً حَتَّى قَبَضَ الرَّشِيدُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ، فَعَمَّهُمْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute